رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

علاقات مصر بالدول العربية لا تحكمها المصلحة الضيقة التى قد تتبادر لأذهان الناس من حيث المعاملات والمصالح واللوجستيات والبروتوكولات، فمصر لا تحكمها فى النظرة السياسية للعرب نفس النظرة التى تتعامل بها مع باقى دول العالم.

فعلاقات مصر العربية تنبع من اسم مصر «العربية» وهى ليست مجرد حروف تتبعها حروف، ولكنها دلالة بدلالة.

أما الدلالة الأولى فى اسم مصر فهى الدولة بمساحة أرض وحدود وعليها نيل وصحراء ودلتا وصعيد وبناء تاريخى وحضارى، ثم شعب نسيجة له خيوط لقلوب وشرايين ودم وحتى ملامح ناهيك عن اللغة والدين والنسب الممتد جذورة لآلاف السنين.

وهذه هى الدلالة الثانية التى تغيب عن الكثيرين ممن يتصدرون أحياناً مشهد التحليل السياسى لعلاقات مصر بالدول العربية- الشقيقة- عن جهل أو سوء نية فى كثير من الأحيان.

وهذا هو- اللغط ــ الذى يحدث بين الفينة والفينة فى سياق التحليل واللغو لموقف مصر من بعض الدول العربية وما يجب أن يكون أو لا يكون «وهاتك ياتنظير».

علاقة مصر بالعرب باختصار هى علاقة وجود وخط قوة ومربع مصير عنوانة حدود ونسيج ودم ووجود واحد.

حتى فى لحظات التوتر التى قد تتخلل علاقة مصر بدولة عربية أو حتى أكثر من دولة، بسبب سوء تقدير أو تخبط فكر ضيق لمصلحة عابرة، فى النهاية النتيجة محتومة، وهى أن الدول العربية مصر، ومصر الدول العربية.

من يريد أن يدلل على سوء علاقة وتخطيط إساءة لدولة عربية مع مصر قد يجد الكثير ومن يريد أن يدلل على وحدة الوجود والمصير مع الدول العربية ومصر سيجد أكثر بكثير.

وتأتى فى مقدمة ومؤخرة هذه العلاقات العربية المصرية والمصرية العربية، علاقة مصر والسعودية، تلك العلاقة التى لا يمكن تصور عدم وجودها بنفس وذات القوة المتوهجة والطاقة الكبير والداعمة لباقي العلاقات العربية.

ومؤخراً غمز البعض عن استقبال مصر للأمير سليمان بسبب حادث مقتل خاشقجى فى السفارة السعودية بتركيا وهذا مارد عليه الشعب المصرى نفسة بحسن الاستقبال ورفع الإعلام المصرية السعودية وإشادة الرئيس السيسى بالسعودية وسياستها الثاقبة فى إدارة المسألة.

من يستطيع تصور- اللعب- فى عمق العلاقات المصرية السعودية يفكر بعقلية مستوردة مفادها التعامل بالمصلحة، وواحد زائد واحد يساوى اتنين.

وهذا خطأ جسيم فى علاقات مصر مع السعودية خاصة وعلاقات مصر مع الدول العربية جمعاء- عامة.

جيش مصر الأول لمن لا يعرف فى سوريا والجيش الثانى والثالث فى مصر، خيوط متشابكة لا يستطيع أكبر محلل إستراتيجى حلها، ناهيك عن أن السعودية هى قبلة المسلمين وما أدراك ما القبلة عند المصريين.

لا أتحدث هنا عن المستحقات الأخوية ولا المساعدات التاريخية فهذه كلها أمور مسجلة ومستقرة حتى لو أنكرها البعض ولكن ما أقوله يجب استيعابه، فأنت فى كل الأحوال شقيق وللشقيق حق معلوم من الصدق والعطاء والإخلاص وحتى التحمل.

كل علاقات مصر مع العالم تحكمها المصالح، هذه حقيقة وبديهية سياسية، ولكن علاقة مصر بالدول العربية والإفريقية غير ذلك تماماً وتلك بديهية أيضاً، فمن يتخيل مصر بدون السعودية أو السودان، هى أمور لا يستهان بها وعلاقات لا يمكن الاستغناء عنها حتى فى وجود كل الأسباب التى قد تبرر الخصومة والخلافات.

لا يجب أن نحلل أشياء سياسية فى أمور الأمة الواحدة ذات الوجود والمصير الواحد التى تدخل فى نطاق الوجود والقوة.

ومن كان يسأل لماذ قابلنا الأمير سليمان بحفاوة وترحاب أخوى لبحث علاقات ثابتة ومتنامية فى كافة المجالات التى تهم الشعب المصرى السعودى العربى، أقول له وهل نملك العكس وهل يليق الرفض؟، يجب أن يفهم الجميع أن مصر تحارب فى أصل استقرارها ومن آليات هذه الحروب إحداث شقاق وتوتر بين الأشقاء، ويجب أيضا أن يعلم الجميع أن علاقات مصر العربية فى أصلها علاقات وجود وقوة وكرامة وليست علاقات نشترط لها أسباب، فنحن معاً نكون أو لا نكون.