رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

بأمر المرض.. تم تحديد إقامتى على السرير.. وفى إحدى مناسبات الإفراج عن المسجونين تم السماح لي حتى المكتب داخل منزلى.. لذا منذ أكثر من خمسة أشهر لم أخرج من منزلى ولم أذهب إلى شارع بوليس حنا مقر الوفد طوال هذه المدة ـ ولكن الصحف ـ كل الصحف ـ تحمل أخبارًا مزعجة عن الوفد (ولا أحب أن أقول كلمة حزب)!!

ماذا حدث للوفد؟

هناك منازعات وخلافات وصلت إلى حد الطرد من الحزب وإسقاط عضوية.. وغير ذلك من الأمور المؤسفة.. ما الذى حصل للوفد؟ طول عمر الوفد متعدد الأفكار والآراء والمقترحات.. وطول عمر الوفد يتقابل اثنان من أعضائه كل منهما له رأى معين ومع ذلك عندما يتقابلان يتعانقان ويتبادلان القبلات ثم يشتم كل منهما الآخر شتيمة كلها حب من القلب.. مجرد الفكاهة.

تاريخ الوفد ملىء بالخلافات الحادة ومع ذلك يتم الاتفاق على رأى.. دون أية ضغوط أو تنازلات أو مجاملات.. هل هناك أكثر من أن نائبًا وفديًا يقدم قانونًا لحماية السراى الملكية وتصرفات الملك الشخصية فيرفضه مجلس النواب بعد أن هاجمه نواب الوفد!!.. ولم يتم طرد النائب صاحب القانون!!

القصص مشهورة فى هذا الشأن..

ربما لا يعلم كثيرون قصة دخول مصطفى موسى زعيم شباب الوفد مجلس النواب بعد أن تخرج في كلية الهندسة وبلغ سن الثلاثين.

كانت الهيئة الوفدية قد أتمت ترشيحاتها فى كل الدوائر عدا دائرة واحدة هى باب الشعرية لأن نائبها الدائم سيد جلال كان ينجح بالتزكية وكانت هناك مستشفى سيد جلال الذى يعالج أبناء الدائرة مجانا ويعطى لهم الأدوية.. وكان مدير المستشفى الدكتور فتحى جلال الذى زاملنا فى العباسية الابتدائية وفؤاد الأول الثانوية.

رفضت الهيئة الوفدية ترشيح مصطفى موسى لهذه الدائرة التى يتركها الوفد لسيد جلال الذى كان يكنس ويمسح سيدنا الحسين كل يوم خميس فى المساء.. وهو أساسًا صديق حميم لأعضاء الوفد الكبار.. ووقف مصطفى موسى فى قاعة الهيئة الوفدية يدافع عن ترشيح نفسه فى هذه الدائرة الوحيدة التى ليس بها مرشح وفدي.. وكان تفكير مصطفى موسى أن نجاح الوفد فى هذه الدائرة بالذات هذا النجاح الصعب للغاية يؤكد مدى شعبية الوفد العظمى..

كان تفكير أعضاء الهيئة الوفدية أن مجرد ترشيح أحد أمام سيد جلال لا يتفق مع سياسة الوفد سنوات طويلة.. ثم أخيرًا ترشح شاب أكمل الثلاثين منذ أيام.. كيف؟؟.. ورفضت الهيئة.. ورشح مصطفى موسى نفسه ضد قرار الهيئة.. ونجح مصطفى موسى.. واحتفلت به الهيئة بصفته أصغر نائب.. ولم تفصله كما تفعلون الآن!!

على فكرة

موسى مصطفى موسى الذى رشح نفسه أمام الرئيس السيسى هو ابن مصطفى موسى!!

(.......)

والذى أحزننى فعلًا أن الخلافات بعضها خلافات شخصية وبعضها خلافات تافهة للغاية.

يا أعضاء الوفد الكبار: أليس منكم رجل رشيد؟.. مجرد جمع الأطراف بقلوب صافية بيضاء سينتهى كل شىء.. المطلوب أن نتضامن خلال هذه الفترة التى تعتبر أخطر فترة فى تاريخ مصر.

(.......)

وهناك كلام مغلوط كله غلط عن ترك مكرم عبيد ونجيب الهلالى من الوفد.. لم يرفع الستار بعد عما حدث.. الحكاية طويلة ولها أسباب.. ولكن باختصار شديد لم تكن هناك أية خلافات.. ولم يصدر قرار بفصلهما من الوفد.

الحكاية أن الملك فاروق بعد إلغاء معاهدة 1936 وارتفاع شعبية مصطفى النحاس بالذات إلى أعلى عنان بدأ فاروق يخاف.... فى نفس الوقت بدأ يفكر فى الموضوع.. أية انتخابات سيكتسح الوفد بأغلبية قد تصل الى ما يقرب من مائة فى المائة مما يهدد العرش.. الرجل الكبير الواعى الذكى صاحب التاريخ الطويل والمغامرات أحمد باشا حسنين قرر مهاجمة الوفد ليفقد سيطرته على الشارع.. وبدأ يفكر فى سلب الوفد رجاله الكبار واحدًا وراء الآخر.. وكانت الاجتماعات فى ركن حلوان ثنائية وفى آخر جلسة يحضرها الملك.. اجتمع أحمد حسنين بمكرم عبيد ثم بنجيب الهلالى... وبدأت الإغراءات تلعب برأس الزعيمين والوعد بمنصب رئاسة الوزارة كفيلة بالخروج من الوفد.. بل والخروج من الجنة!! وهناك تفاصيل أخرى ننشرها قريبًا بإذن الله تعالى.