رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان الاحتلال البريطانى على أشده فى ربوع البلاد، وكان الغضب قد ملأ النفوس والقلوب، فكان لابد من ثورة الغضب هذه أن تخلق عن ذاتها وتتخذ طريقها للخلاص من ذلك الكابوس الرابط فوق النفوس، فتحركت مصر قاطبة فى شتى البلاد لتترجم هذا الغضب إلى حركة إيجابية ضد هذا المحتل البغيض، فكانت الثورة وكان الزعيم الذى اختارته البلاد الإجماع ليكون مع صحبه رزما عالى المقام للوقوف فى صفوف الشعب أمامهم ومن خلفهم حاملين راية مصر الخضراء عنوانا للكفاح، وخرج الشعب فى الحقل وفى الجامعات وخرج العمال من المصانع والفلاحون من أراضيهم معهم، كان الرجال فى موكب الكفاح جنباً إلى جنب مع المرأة التى خرجت من بيوتها لتكون نوراً مضيئاً لمصباح الثورة والثوار وكما قيل عنهن «كانت بيت سعد قصدهن».

ويقص لنا التاريخ بلسان صدق مبين أن هذه الثورة «وبالإجماع» كانت «الحديث السياسى الأول الذى يشارك فيه كل المواطنين المصريين معاً، دون تفرقة دينية، وظهر فيه شعار الهلال مع الصليب معا وللأبد».

وخرج الرجال والنساء فى موكب الشهداء جنباً إلى جنب ورصاص الإنجليز الغادر يضرب الصدور والكل يردد ما قيل على ألسنة أهل العلم والمعرفة بما كان تسجيلاً حقيقياً تلك العبارة التى رددتها الأجيال جيلاً بعد جيل.

"أن رصاص الإنجليز لم يفرق بين دم مسلم أو دم مسيحي"

وكانت النتيجة أن ارتوت أرض مصر الخضراء بالدم الأحمر فكانت علامات النصر المبين وكانت البداية السعيدة ليوم الجلاء التام وترجمت الجماهير فى «مواكب الخلود» تلك الأغنية الحماسية «الجلاء التام أو الموت الزؤام».. وخرج الشعب المصرى مواكب مواكب فى طول البلاد وعرضها الرجال والنساء والشباب حتى الأطفال ومعهم جميعاً التلاحم العاطفى الموروث فى مصر «المسيحى جنبًا إلى جنب مع المسلم».

وعلى لسان شعراء الثورة: «متضامنون على الجهاد فما ترى إلا مسيحياً يؤازر مسلماً»، «هش المقدس للمؤذن داعياً» و«حنا الهلال على الصليب وسلما»، الكل ولا تفرقة يقول بملء القلب وكل العواطف النبيلة: «نموت.. نموت.. وتحيا مصر» وكل منهم حمل «روحه على يمين» قائلا: «بروحى مصر أفديكي.. على كر السنين وإن دهاك فأنت النور به اهتدينا ونحن الأسد إن خطب دهاك».

وما نقول به لا يحتاج إلى شرح أو بيان والكل يعلم وكأن التاريخ يعيد نفسه حينما رأينا ثورتنا الوليدة تمشى على ذات الممشاة التاريخية.

وفى ميدان التاريخ منذ 25 يناير 2011، كنا نرى فى ميدان التحرير فى ذات الوقت نداء المؤذن من مسجد عمر مكرم وعلى مقربة من الميدان تدق أجراس الكنائس. «وكنت ترى الصلاة والدعاء والفداء بين الهلال ويعانق الصليب».

ونكتفى بهذا القدر داعياً أبناء وطنى أن يتذكروا حكمة التاريخ ودروسه لتكون لكم نوراً ونبراساً.