عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

كما فاجأنا بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، بوجوده فى سلطنة عُمان يوم الجمعة ٢٦ أكتوبر، عاد ليفاجئنا صباح الأحد من هذا الأسبوع، باستقبال الرئيس التشادى إدريس ديبى فى تل أبيب، بعد ٤٦ عاماً من قطع العلاقات بين البلدين! 

والمفاجأة فى زيارة ديبى، ليست فى أنها جاءت بعد زيارة السلطنة بأقل من شهر، ولا حتى أنها بدأت بعد أن أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، قبل أيام، أن نتنياهو سيزور دولة عربية قريباً، وأنها دولة ليست بينها وبين إسرائيل علاقات، وإنما المفاجأة فى أنها لن تكون الأخيرة إفريقياً، وأن دولاً إفريقية أخرى ستأتى من ورائها، وأن مالى ونيجيريا ستكونان فى مقدمة هذه الدول. 

ولا أحد بالطبع من حقه أن يحجر على إسرائيل فى تنظيم علاقاتها مع أى دولة عربية أو إفريقية، ولكن من حقنا فى حالة دولة مثل تشاد، أن نطالبها بألا تكون الزيارة على حساب قضية فلسطين، وبأن يكون التعاون التشادى الأمنى والاقتصادى، الذى أعلن عنه الرئيس ديبى مع إسرائيل فى أثناء الزيارة، مرتبطاً برغبتها فى تحقيق تقدم على مستوى القضية. 

إن تشاد عضو فى منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك، وهى تعرف أنه فى المرات الثلاث التى جرى خلالها عرض قضية مدينة القدس مثلاً، على جميع دول العالم الأعضاء فى المنظمة، كانت الغالبية من الدول تميل الى حق كل فلسطينى، فى أن تكون المدينة هى عاصمة الدولة الفلسطينية حين تقوم! 

والرابطة فى الأمم المتحدة بين مختلف الدول، خصوصاً إذا كانت دولاً غير عربية وغير إسلامية، وبين قضية الشعب الفلسطينى، هى رابطة إنسانية فى المقام الأول بطبيعة الحال.. فإذا فاتت هذه الرابطة الإنسانية، دولة تشاد، فليس من الجائز أن تفوتها الرابطة الإسلامية التى تجمعها مع الفلسطينيين فى العموم، وأكاد أقول الرابطة العربية أيضاً! 

ذلك أن تشاد دولة إسلامية، لأن غالبية سكانها من المسلمين، ولأنها عضو فى منظمة التعاون الإسلامى، كما أن اللغة السائدة فى أنحاء الدولة هناك ليست الفرنسية وحدها، وإنما اللغة العربية الى جوار الأولى سواءً بسواء، ربما لأن تشاد على جوار مباشر مع دولتين عربيتين كبيرتين هما ليبيا والسودان.. فكيف تفوت كل هذه الروابط على الذين رتبوا للزيارة على الجانب التشادى، وكيف لا يكون لقضية شعب بأكمله مجرد ذكر فى أثناء الزيارة، ولا قبلها، ولا حتى بعدها ؟! 

وفى كل الأحوال، ليس لعواصم العرب أن تقف متفرجة فى انتظار المفاجأة الإسرائيلية القادمة!