رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يكن حادثاً كأي حادث ذلك الذي وقع منذ أيام قليلة بمنطقة مساكن الزلزال بالقطامية.. فالكارثة التي أصبحت تتكرر بشكل يومي علي الطرق السريعة والداخلية بل وفي الشوارع والحارات ووسط المنازل.. تترك أوجاعاً تتخطي أهالي الضحايا.. تنثر الرعب في قلوب الجميع بعد ان أصبحنا جميعاً مرشحين لأن نكون طرفاً في حادث أليم.

الأم التي خاصم النوم عينيها.. وباتت ليلة الحادث تدعو للابنة التي كانت علي وشك أداء امتحان الثانوية العامة.. أرادت أن تخفف عن فلذة كبدها التوتر والقلق اللذين حولا حلم المستقبل إلي كابوس انتظرت حتي طلع الصبح لترافق الابنة في الطريق إلي المدرسة لتلقي حتفها مع البنت المسكينة تحت عجلات تريلّا ضخمة محملة بأسياخ الحديد. سكان المنطقة الذين فزعوا بعد سماعهم صوت انفجار شديد كشفوا عن انقلاب السيارة بعد ان حولت الأم والابنة إلي أشلاء تم تجميعها في أكياس بلاستيكية انتهت أحلام أم مصرية لأربعة أبناء فاضت روحها مع ابنتها الشابة التي كانت علي أعتاب جني ثمار سهر الليالي والمذاكرة.

كانت كما قالت إحدي الجارات تتمني أن تصبح دكتورة أو مهندسة لكن الإهمال والعبث بأرواح الناس وضع نهاية مأساوية لكل الآمال والأحلام.. ووضع ثلاثة أبناء في عمر الزهور في مهب رياح حياة قاسية لا ترحم.. خاصة ان للأم طفلة صغيرة مصابة بالتوحد.. كانت هي كل عالمها.. وطفل التوحد يحتاج إلي رعاية من نوع خاص.. وإلي حضن أم تفهم لغته ونظراته ومشاعره التي قد يصعب علي الآخرين فهمها والتعامل معها.. أصبح علي الأب المسكين أن يحتوي الابنة المريضة وابنته آخرين أكبرهم في الصف الثاني الثانوي وطفلة أخري لم يتعد عمرها الأربع سنوات.

.. أسباب الحادث لا تخرج عن سياق الفوضي والعبث وطرق منحدرة وسيارات لا تلتزم بأصول السير الآمن.. لكن نتائج كل حادث حكايات يدفع ثمنها البشر من دمائهم وأرواحهم.. مآس لا تنتهي بموت أحدهم دهساً تحت عجلات السيارة لكنها تنسج حكايات أكثر بؤساً تمتد عند الكثيرين لأعمار وأعمار.. تظل فيها صرخات الضحايا عبر دموع أحبائهم وأبنائهم.. يشغلني الآن.. مصير «آلاء» .. وقصته أخري من معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة تضاف إلي ملايين القصص.

وحلم آخر يضيع وسط أحلام البسطاء التي تتسرب من بين أيديهم في قضية «قتل خطأ»!!!