عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

جمعتنى عدة لقاءات مع شباب يدرسون فى الجامعات الحكومية المصرية أو حديثى التخرج، وكانت لقاءاتى مع الشباب فى أكثر من مدينة مصرية، فى بداية حديثى أوضحت للشباب مدى أهمية انتهاز الفرصة لتحصيل أكبر قدر من التعليم لأن هذا هو أساس مستقبلهم ورفع كفاءتهم، وأن الكفاءة هى التى سوف تحدد مستواهم المالى والاجتماعى فى المستقبل.

وكانت ردود الشباب صادمة لي تماماً، قالوا إن المهم هو الواسطة وقوتها وليس الكفاءة ولا الدرجة العلمية ولا الخبرة العملية، لدرجة أن بعض الشباب الذى فشل فى الالتحاق بوظائف أو كليات مرموقة أرجع ذلك لتقصير أهلهم فى الوصول لواسطة أفضل وأعلى رتبة من الواسطة التى حصلوا عليها، بعض شباب الجامعات أكد لي أن الواسطة وصلت للتقديرات التى حصلوا عليها فى الامتحانات، وأقسم لي أحدهم أنه ساعد زميلًا له فى الإجابة عن أحد الامتحانات لأنه لا يعرف إجابات الأسئلة، وفى النهاية حصل محدثى على مقبول فى هذه المادة، بينما حصل زميله على جيد جداً لأن أباه مستشار. اشتكوا من أن تقديراتهم تخضع لهوى الدكتور، فيه دكتور غاوى يسقط الطلبة وإذا ما كتبتش له بعض المصطلحات التى فى مذكرته يسقطك، وضرب الشاب الذى ذكر هذه الواقعة مثالاً على ذلك بأن الدكتور كاتب فى مذكرته عن القانون الدولى «إسرائيل» ولكنه يطلب من الطلبة أن تكتب الكيان الصهيونى، فإذا كتبت له إسرائيل يسقطك.

وضرب لي بعض الطلبة الذين يدرسون فى كلية الحقوق أمثلة عن عدم تساوى الفرص فى الدخول للنيابة العامة ، وأكدوا لي أن الواسطة هى كل شيء وأن هذا هو الواقع، وإذا لم ينجحوا فى الالتحاق بهذه الوظائف فسوف يسافرون للخارج، فسألتهم وماذا سوف تعملون فى الخارج، قالوا أى شغل بس بره البلد دى.

بعد أن استمعت إليهم واستوعبت شكواهم وشكوكهم بدأت أسألهم كيف وصل آباؤكم إلى مراكزهم الحالية؟ وكان رد أغلبهم إن آباءهم كافحوا كثيراً طوال عشرات السنين للوصول لهذا المكانة، ولكنهم لا يستيطيعون الانتظار كل هذه السنين ليصلوا إلى ما يتمنونه! وأوضحت لهم أنه لا يوجد فى الحياه شيء اسمه إننى أريد كل شيء الآن وفوراً ودون جهد وضربت لهم بعض الأمثلة من الناجحين الذين كافحوا سنوات للوصول لمكانتهم المرموقة، وبدأوا فى هز رؤوسهم يميناً ويساراً وبدا عليهم إعادة التفكير فى بعض آرائهم.

وبرغم عدم تصديقى لكل ما رواه الشباب وأن بعضهم على مهارة عالية فى إيجاد الحجج لعدم نجاحهم، لكننى استشعرت الخطر فى حديثهم وتوجهاتهم، أصبح واضحاً أمامى أن أكبر مشكلة ومسبب للإحباط هو الشعور بافتقاد العدالة والمساواة، برغم أن بعضهم يسعى للوصول إلى واسطة أعلى فهم يشكون من غياب العدالة، والعدالة هى شعور الناس أن كل واحد بياخد حقه وفقط، وأن الإحساس بالظلم يفقد الشباب الانتماء حتى وإن كان هذا الإحساس غير حقيقى.

الجامعات تحتاج لتصحيح كثير من أوضاعها وتعديل لوائحها ليمكنها تجديد دمائها وأفكارها وأساليبها، أنقذوا الجامعات واستمعوا لشكاوى الشباب بدلاً من أن يضيع المستقبل أمام أعيننا ونحن نقف لنتفرج.