رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

بالمصادفة تابعت مساء الأربعاء الجزء الأخير من برنامج على قناة المحور، البرنامج صور فى بيت لسيدة بقرية فى الصعيد، أظنها قرية المعابدة فى محافظة أسيوط التى ضربتها السيول الأسبوع الماضى، البيت عبارة عن حجرة فى حضن الجبل، نزلت إليها المذيعة بصعوبة، الحجرة تعيش فيها السيدة وابنتها وابنها، الصورة التى نقلتها المذيعة كانت صعبة ومؤلمة جدا للمشاهد، بسبب الحياة الشاقة والمؤسفة التى تعيش فيها الأسرة، وغيرها من الأسر فى قرى الصعيد، زجاجة عصير، وضعت فيها الجاز وشريط من القماش، لكى تشعله ليلا ليضىء الحجرة، الأسرة تعيش بمائة جنيه فى الأسبوع، طعامها اليومى باذنجانة ورغيفان من العيش وقطعة جبن قريش، الطبيخ يدخل البيت كل شهر أو شهرين أو ثلاثة، أفراد الاسرة يقضون حاجتهم خلف المنزل فى الخلاء.

للأسف الشديد لظروف صحية لم اتابع بشكل جيد ما جرى فى قرى الصعيد، لم أستطع قراءة التفاصيل، كنت أكتفى بالعناوين، وبعض المقدمات المطبوعة ببنط كبير، وللأسف لم أعرف اسم المذيعة، ولا اسم البرنامج، لكن الجزء الذى تابعته أصابنى بألم نفسى كبير، أهالينا لا يجدون اللقمة، ونحن هنا نرمى الطعام فى القمامة، نتبتر على النعمة، ونشترط أطعمة بعينها، ويختار أولادنا أفضل وأكبر الماركات فى الملابس، نجلس على المقاهى والكافيهات ونرتاد الأندية، وبعض من اهالينا لا يجدون الطعام ولا الغطاء، ويعيشون فى جحور من الطوب اللبن.

وسبحان الله حتى الطبيعة لم ترحم هذه الأسر، مياه السيول جرفت كل ما يمتلكون من حطام الدنيا وهو قليل جدا جدا، بعد انتهاء البرنامج، الذى أقدم تحية تقدير لجميع الفريق العاملين فيه، وللمذيعة التى انتقلت وعافرت وتواصلت مع هذه الأسرة، بعد البرنامج رجعت لأرشيف الصحافة وقمت بتكبير البنط، ولفت انتباهى تقرير نشر فى موقع مصراوى، اعده الزميلان محمد زكريا، وأحمد شعبان، وقام بتصويره الزميل إسلام فاروق، ومحمود حمد الله، هذا التقرير لخص كل ما تابعوه فى جملة على قدر من البلاغة والإنسانية، وهى: «السيول جرفت الفقر».

هذا العنوان المؤلم ذكرنى بالمثل الشعبى العبقرى: «ايش ياخد الريح من البلاط»، الشىء نفسه فعله السيل، جرف التراب، جرف الفتات، كشف فقر أهالينا وجحودنا نحن، كيف نترك اهالينا يعيشون فى هذا الوضع المزرى؟، لماذا لا نراهم ونشعر بهم؟، لماذا ننشغل عنهم؟، لماذا لا نتكاتف ونصطف لمساندتهم؟

الحكومة مطالبة بوضع خطط لإنقاذ هذه القرى من أوضاعها المزرية، وخطط لمساعدة هذه الأسر التى لا تمتلك قوت يومها، يشارك فيها كل مواطن فى هذه البلد، يجب أن ندخل هذه القرى ونعيد بناء البيوت والإنسان، لو تبرع كل منا بجنيه واحد فى الشهر، سوف نجمع ما يساعد على تغيير خريطة الفقر خلال سنوات بسيطة، المهم أن نبدأ، ونصطف، ونتكاتف.

 

[email protected]