عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

ابتداء من اليوم سنبدأ الحديث عن شخصيات عالمية غيرت وجه التاريخ على الأرض، بل إنها تدخل فى دائرة العظماء الذين قدموا للبشرية تراثًا خالدًا سيظل أبد الدهر منارة يحتذى بها ومن هؤلاء الفيلسوف الكبير أفلاطون.

هو أفلاطون «باللاتينية: Plato» «باليونانية: Πλάτων» هو ارستوكليس بن ارستون، فيلسوف يونانى كلاسيكى، رياضياتى، كاتب لعدد من الحوارات الفلسفية، ويعتبر مؤسسا لأكاديمية أثينا التى هى أول معهد للتعليم العالى فى العالم الغربى، معلمه سقراط وتلميذه أرسطو. وضع أفلاطون الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم، كان تلميذاً لسقراط، وتأثر بأفكاره كما تأثر بإعدامه الظالم. ظهر نبوغ أفلاطون وأسلوبه ككاتب واضح فى محاوراته السقراطية «نحو ثلاثين محاورة» التى تتناول مواضيع فلسفية مختلفة: نظرية المعرفة، والمنطق، واللغة، والرياضيات، والميتافيزيقا، والأخلاق والسياسة.

ولد وسمى «ارستوكليس بن ارستون» فى أثينا أو أجانيطس، لا يعرف تاريخ ولادته بالتحديد، ولكن من المرجح أن يكون قد ولد عام 427 ق.م. عرف بأفلاطون، وتعنى عريض المنكبين، ولوساعة جبهته وعظم البسطة والجسم. ينحدر أفلاطون من عائلة أرستقراطية عريقة كان لها دور فى المجتمع اليونانى. والده هو ارستون وينتمى لكوديرين ووالدته فريكتونا. وتولى تربيته زوج امه فورلامس من سولون. عاش أفلاطون فى أفضل فترات أثينا، حيث كانت الثقافة اليونانية فى أوج ازدهارها فى عهد بيركليس -عهد العلم السقراطى وفن فدياس.

لم يشترك أفلاطون بشكل مباشر فى الحياة السياسية ولكنه حاول أن يطبق أفكاره بأى شكل، وكان يدعو إلى تغيير كل النظام السياسى وإلى «جعل الفلاسفة ملوكاً». كان مقتنعاً تماماً بأن السياسة على يد الفيلسوف ستحول العالم تماماً فى اتجاه فكرة الخير، ولكن ذلك لم يحدث، فلم يصنع سيمون، بيركليس، تيموستوكليس وميلسياديس من الأثينيين بشراً أحسن، فقد كان دورهم فقط يعتمد على توسيع حدود أثينا، وقد عرفوا بأنفسهم الشر والظلم الكامنين عند الأثينيين، وهذا يعنى بأنهم لم ينجحوا فى تربيتهم بروح الخير والعدل أو أنهم لم يريدوا ذلك.

 كتب أفلاطون فى «جورجياس»

يغلب على مؤلفات أفلاطون طابع المحاورة وهو أسلوب كان شائعاً فى العصر الذى ازداد فيه نشاط السفسطائيين وسقراط. يعد أفلاطون أول فيلسوف يونانى وصلتنا جميع مؤلفاته، وقد نشرها كلها تراسيلوس، ولكننا لا نستطيع أن نجزم بأن كل ما وصل إلينا من كتب تحمل اسم أفلاطون تصح نسبتها إليه، فقد أثبت النقد التاريخى أن هناك محاورات منقولة نسبت إلى أفلاطون وقد ثبت أنها ليست له، وعلى هذا فإننا نكتفى هنا بالإشارة إلى المؤلفات التى تعرف مؤرخو الفلسفة على صحة نسبتها إليه. أما من حيث تصنيف هذه المؤلفات فقد تمكن العلماء -بعد دراسة أسلوب المحاورات وموسوعاتها من ترتيبها على هيئة تصنيف زمنى تطورى حسب أطوار حياة المؤلف- فهناك مؤلفات ترجع إلى عهد الشباب «المحاورات المبكرة»، وأخرى تم تأليفها بعد إنشاء الأكاديمية «محاورات المرحلة المتوسطة»، أما المجموعة الثالثة فهى من إنتاج أفلاطون فى عهد الشيخوخة «محاورات المرحلة الأخيرة».

أغلب عناوين مؤلفاته مأخوذة من اسم أحد المحدثين فى المحاورة. لم يضع أفلاطون مؤلفاً خاصاً حول نظرية الفكرة - التى تشكل أساساً لمفاهيمه- ولكن كانت مؤلفاته جميعها توضح هذه النظرية.

ظهرت أفكار أسطورية تقول بأن أفلاطون كتب أيضاً مؤلفات غامضة للروحانيين. من المؤكد أن محاضراته فى الأكاديمية كانت تختلف عن مؤلفاته «بحسب قول أرسطو».

يعتبر الكثيرون مؤلفات أفلاطون متفردة فى نوعها، لأنها عبارة عن حوار، وهذا ناتج من تأثير أسلوب سقراط عليه، وأيضاً الرغبة فى تقريب الكتابة من الكلام، والذى كان أفلاطون يعتبره أرقى من الكتابة (يتضح ذلك فى مؤلفه «فايدروس»)، ولأن أفلاطون لم يكن مفكراً فقط، بل كان كاتباً ممتازاً أيضاً، ولمحاوراته قيمة فنية، إذ كان يتميز بقدرة كبيرة على جذب القارئ وبتشخيص الناس والمواقف ببراعة. أيضاً من مميزات مؤلفات أفلاطون أن المتحدثين فى محاوراته هم العلماء والساسة والمثقفون المعاصرون له، وهو لم يقل كلمة واحدة فى محاوراته «ومن هنا توجد صعوبة فى تحديد آرائه». تتميز محاورات أفلاطون بحيوية الكلام الدارج، وهى بعيدة عن أسلوب كتابة الكتب العلمية الجافة، ومن الصعب فيها التمييز بين المقولات الجادة والسخرية والمزاح. ترجمت معظم محاورات أفلاطون إلى العربية. فعن الإنجليزية نقل فؤاد زكريا محاورة الجمهورية «أو السياسة». وعن اليونانية القديمة، نقل عزت قرنى، مع مقدمات وهوامش وملاحظات تحليلية، عدة محاورات هي: فيدون، مينون، بروتاغوراس، أقريطون، أوطيفرون، الدفاع، السفسطائى، وثيثيوس.