القدوة الحسنة

 فى تلك الذكرى العطرة دعونا نحتفل بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يليق بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بطاعة أوامره.. دعونا نجدد النية بفعل الخيرات لله.. ونتعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم وقصة أبو هريرة رضى الله عنه الذى كان يتألم من الجوع وشعر به رسول الله ودعاه للذهاب معه وكما يقول الصحابى الجليل وعندما وصل وجد قدحاً من اللبن فَقَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ قَالُوا أَهْدَاهُ لَكَ فُلانٌ أو فُلانَةُ قَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ إلى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِى قَالَ وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإسلام لا يَأْوُونَ إلى أَهْلٍ وَلا مَالٍ وَلا عَلَى أحد إذا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا وإذا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا.

  وكانت من بركات رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفى هذا القدح الجمع وكان أهل الصفة ناساً فقراء لا منازل لهم، فكانوا ينامون فى المسجد لا مأوى لهم غيره.. لماذا لا نقتدى برسول الله فى محاربة الفقر.. فى الماضى ونحن أطفال كانت توزع على مدارسنا مع بداية الدراسة طوابع أو تذاكر يطلق عليه اسم معونة الشتاء قروش بسيطة تعين الفقير على الحياة.. لماذا لا تدشن الدولة حملة قومية للقضاء على الفقر.. لماذا لا تنفق أموال حلوى المولد على الفقراء والمساكين محبة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ربما كانت فكرة إعداد قانون لإخراج زكاة المال صعبه ولا اعرف لماذا.. ولكن معونة الشتاء هى الأسهل والأسرع فى آلية التنفيذ وخاصة أن تم تعميم الفكرة على جميع المصالح الحكومية والمدارس والجامعات والبنوك والمستشفيات وليكن طابع زهيد المبلغ لصالح الفقراء.. أين صناديق الفقراء ولماذا لانجعل من هذا الفقير المسكين هدفاً لإخراجه مما هو فيه وإعانته على الحياة.. دعونا ندشن بنك الملابس والطعام تحت إشراف الدولة ولا نترك الأمر كاملا للجمعيات الخيرية والأهلية التى بالفعل لها دور ولكن ليست وحدها تستطيع القيام بالقضاء على الفقر.. من حقى على الدولة أن تشعر بفقرى وحاجتي.. وأن يكون التعمير الأول بناء الإنسان وليست فقط الكبارى والطرق والبنيان