رؤى
اعترفت لكم بالأمس بأننى لا أمتلك أية معلومات نهائية عن حجم انتاجنا من البترول الخام، عدد الحقول، موقعها، حجم انتاجها، نوعيته، حجم الاحتياطي، والمتوقع اكتشافه، استهلاكنا من البترول، وحجم ما نستورده.
وقلت لكم أننى طلبت من الصديق الإعلامى محمد على خير الاستفسار عن البترول وصناعته من ضيفه اللواء سمير فرج، لعدم وجود معلومات منسوبة للمسئولين فى وارة البترول، وذكرت كذلك أننى شمرت عن سواعدي وبحثت فيما نشر عن معلومات، ودخلت على موقع وزارة البترول ولم أعثر للأسف على معلومة توحد الله، اللهم سوى صفحة تتناول تاريخ الاكتشافات بشكل عام.
والطريف أننى جمعت من يوتيوب، أكرمه الله وحفظه لنا، بعض اللقاءات لوزير البترول المهندس طارق الملا، وقد سبق وتابعت معظمها حين بثها، والرجل للإنصاف، من الشخصيات الممتازة خلقا وعملا: عف اللسان، هادئ الطبع، يعمل بجد، أنجز الكثير فى القطاع، لكن عندما يسئل يتحدث بالشوكة والسكينة مثل سفراء ووزراء الخارجية، يأخذك يمينا، ويسارا، ويعود بك للتاريخ والجغرافية، وتنام منه وتنسى السؤال.
وقد تعمدت ذكر المهندس سامح فهمى، لأنه من الوزراء الذين حظوا بشعبية، كان يرتدى القميص والبنطلون، والترننج، والشورت يحضر مباريات كرة القدم، ينفعل، ويصرخ، ويشجع، ويهلل، وكان يعمل وينجز، وعندما يتحدث قل ما تشاء.
واللواء سمير فرج أشبه بشخصية سامح، ويمتاز عن سامح بأنه حاضر المعلومة، تطرح السؤال يسهب فى الاجابة بعيدا عن وزارة الخارجية، بالخريطة، والصور، والإحصائيات، والقرارات، والقوانين، والتواريخ.
وإلى ان يستضيف الصديق محمد خير اللواء فرج أشير إلى بعض ما توصلت إليه، وللأمانة لا اعرف مدى صحته: ان انتاج مصر من البترول، حسب تقارير تعود لسنة 2016، حوالى 666 ألف برميل فى اليوم، واستهلاكنا يقدر بـ 802 ألف برميل فى اليوم، يعنى العجز اليومى حوالى 136 ألف برميل، وقيل أن الاحتياطى كان 4.5 مليار برميل سنة 2010، انخفض سنة 2016 إلى 3.5 مليار برميل.
وقرأت تقريرا يعود لسنة 2013 صادر عن وكالة الطاقة الأمريكية يشير إلى ان احتياطى مصر من الزيت الصخري، الذى يحتوى على مخاطر فى استخراجه،نحو 114 مليار برميل، منها 4.6 مليار برميل قابل للاستخراج.
أطرف وأغرب ما قرأته أن مصر التي تستورد 35% من احتياجاتها البترولية، تصدر البترول الخام، فقد نشر عن الجهاز المركزى للإحصاء، أن مصر صدرت خلال الخمسة اشهر الأول من سنة 2017، نحو 20.72 مليون برميل، بواقع 4.14 ملايين برميل بترول خام شهريا، كيف تصدر وهى تستورد 35% من احتياجاتها؟، قيل: لكى توفر الدولارات، مش غريبة شوية؟.