رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

«تخيلوا مدى الاستقرار الذي كان سيترسخ في ليبيا الآن؛ لو أن الولايات المتحدة وحلفاءَها أرسلوا قوات إلى هناك بعد الإطاحة بمعمر القذافي مباشرة...» لا يا شيخ!

بتلك الكلمات كنت قد ختمت مقالي الأخير في تلك المساحة, وكما يبدو أنها «كلمات ليست كالكلمات» كما ترون، وهي بالطبع ليست من كلمات أغنية الرائعة «ماجدة الرومي»، ولكنها كلمات للكاتب الأمريكي «آليوت كوهين» جاءت في كتابه «العصا الغليظة ... حدود القوى الناعمة وضرورة القوة العسكرية»، والذي نحن بصدد الحديث عنه في تلك المساحة للمرة الرابعة على التوالي.

وفي هذا السياق سأزيدكم من الشعر بيتًا آخر؛ حيث دافع «كوهين» في كتابه هذا عن الآراء المؤيدة لزيادة الإنفاق العسكري، وذلك بالمقارنة بميزانية وزارة الدفاع الحالية، والتي تزيد بالفعل على 3% من إجمالي الناتج المحلي - بالمتوسط التاريخي في أثناء الحرب الباردة حيث كانت تتراوح ما بين 6% و10%- ويرى الكاتب أيضًا -وذلك خلافًا للاعتقاد السائد- أن تراجُع قدرة الدولة على الوفاء بالديون ليس بسبب الإنفاق العسكري؛ وإنما بسبب الزيادة الثابتة على الإنفاق غير الاختياري، أو تحديدًا على «الاستحقاقات» مثل: الرعاية الصحية، والضمان الاجتماعي! (ما علينا!) ظني أنكم تُردِّدون الآن في أنفسكم تلك الجملة الدارجة وأنتم تقرءون تلك الكلمات العارية من المنطق وأعود معكم وأستكمل من الكتاب؛ حيث افترض «كوهين» كذلك أنه حتى في حال تم تخفيض ميزانية الدفاع إلى النصف؛ فإن الأوضاع المالية للبلاد لن تتحسن كثيرًا!

كما يري أن جميع مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الذين يعلنون في أثناء حملاتهم الانتخابية أنهم سيقلِّلون من الاعتماد على القوة العسكرية، يغيِّرُون مواقفهم بعد فوزهم بشكل رسمي، لماذا؟! لأنهم يُجبَرون على مواجهة العالم كما هو، وليس كما يرجون أن يكون! ويختم تلك الجزئية بالتالي: «ولا يبدو أن الرئيس ترامب سيقف مكتوف الأيدي أمام تقارير المخابرات التي تصف العالم كما هو».

وعن النظام العالمي الجديد، يتصور «كوهين» أن الطريقة الوحيدة المناسبة لمحاربة الإرهاب العالمي يجب أن تتم من خلال حملات عسكرية طويلة ومستمرة على الأرض، هذا إلى جانب الضربات الجوية!

كما ذكر أنه كي تجدي هذه الإستراتيجية؛ فلا بد أن يجري كل من الشعب والقادة الأمريكيين تعديلًا نفسيًّا جذريًّا، وأن يفكروا بطريقة أكثر مرونة وصبرا بشأن هذه الحرب. ويجب أن يتقبلوا فكرة أن الصراعات المستقبلية ربما لن يمكن حسمها سريعًا، كما أنها لن تكون سهلة.

وختم هنا بالتالي: «... مثل هذا التقدير سيختبر شخصية الساسة الذين يأملون بصورة طبيعية أن يتمكنوا من إنهاء فتراتهم في المنصب بانتصارات، أو على الأقل إنهاء الحروب التي بدؤوها أو ورثوها». ولعلي أرى أن الخطير في كتاب «العصا الغليظة»، هو رؤية العالم من منظور المخاطر التي تُحدِق به.

 

ولحديثنا بقية...