رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

رُزق الملك فاروق بولد من زوجته ناريمان بعد أن كانت خلفته من الملكة فريدة بنات.. جن جنون الملك من شدة فرحه لوصول ولي عهده... وبدأ يقيم الحفلات وأقيمت موائد من أفخر الطعام لكل أعضاء النقابات المختلفة وفى المحافظات المختلفة لكل الفئات.... فجأة وجد أمين التكية الملكية أن الخزانة ليس فيها جنيه واحد وهناك مصروفات يومية... طلب من الحكومة قرضاً يتم تسديده بعد عام بعد بيع محصول الأطيان ومنتجاتها... وافقت حكومة الوفد ومجلس النواب لأن سياسة النحاس باشا فى هذه الأثناء هي إرضاء الملك بأى شكل لكى يوقع قانون إلغاء معاهدة 1936 لدرجة أن أشيع أن النحاس قبَّل يد الملك أثناء حلف اليمين وهو طبعاً لم يحدث فقد كانت الوزارة كلها فى نفس الصالة ورجال القصر... وأرسل الطلب إلى مجلس الشيوخ فرفض الطلب بعد خطبتين من مصطفى مرعى المحامى وأحمد بك خطاب المستشار.. مصر غير مسئولة عن سفه الملك الذى أقام مئات الموائد الفاخرة فى مختلف المدن والقرى... أنقذ الموقف أحد البنوك الأجنبية الذى أرسل نفس المبلغ المطلوب ورفض تسلم ورقة أمانة للرد فى موعد كذا!!!!

«....»

عاد الملك فاروق من رحلته الصيفية فى أوروبا على اليخت المحروسة كعادته كل عام... ثم طلب من وزارة الحربية «الدفاع الآن» إجراء تجديدات فى اليخت... وافق الوزير ومجلس الوزراء ومجلس النواب تمشياً مع سياسة الحزب لإلغاء معاهدة 36... ولكن مجلس الشويخ رفض.... التجديدات والإصلاح يجب أن تكون على نفقة السراى أو تكون خصماً من مخصصات الملك... أحد أصدقاء الملك فاروق قام بالمطلوب على نفقته!!!

«....»

بعد عودة الملك... هاجمت مجلة «مصر الفتاة» التى تصدر عن الحزب برئاسة أحمد حسين وكتبت مانشيت بعرض الصفحة الأولى «هؤلاء رعاياك يا مولاى» وكل الموضوع صور وليس كلاماً... صور لناس فقراء... أما المقال فى الداخل فكان لشيخ الأزهر عبدالمجيد سليم... وهو شيخ وفدى من أسرة وفدية من الصعيد... علم الملك بالمقال فأصدر مرسوماً ملكياً بإقالة شيخ الأزهر والقانون يمنع إقالة شيخ الأزهر والنائب العام... وصلت هذه الأزمة إلى آخر مدى... لدرجة أن الملك فاروق اتصل تليفونياً بالنحالس باشا وهو ما لم يحدث من قبل.... الموضوع أصبح خطيراً... الملك مُصر على الإقالة والقانون يمنع والحكومة فى حرج شديد... هنا اجتمع النحاس بشيخ الأزهر فى منزله ولم يخرج شيخ الأزهر من منزل النحاس إلا بعد أن وقع على استقالة منه!!!! لا إقالة.... تمر الأيام ويوقع الملك على قانون إلغاء معاهدة 1936 رغم كل الضغوط الانجليزية والأمريكية.... وهنا عاد الشيخ عبدالمجيد سليم إلى منصبه شيخاً للأزهر بناء على وعد سرى من النحاس فى منزله لكى تمر الأزمة.

هنا قيل إن عودة عبدالمجيد سليم كانت السبب فى إعلان السراى الحرب بلا هوادة على الحكومة وعلى النحاس بالذات... فكان حريق القاهرة فى نفس الوقت الذى كان كل ضباط البوليس بالقاهرة فى قصر عابدين لتناول الغداء الذى استمر مدة طويلة لحرق أكبر قدر من القاهرة.... تم إقالة وزارة النحاس وتولى الوزارة على ماهر رجل السراى والإنجليز وأعلن الأحكام العرفية.

«...»

قصة جانبية

تم حرق فندق شبرد القديم الرائع الذى أصبح من الصعب إعادة بناء مثله... مثل الأوبرا القديمة... من صنع إيطاليا.... الإنجليز الذين حرقوا القاهرة حرقوا شبرد الذى نزل فيه مصدق الزعيم الذى أمم بترول إيران وقابل فيه زعماء العالم الليبراليين العظام.... هؤلاء هم الزعماء الحقيقيون.... ثم تقول لى جمال عبدالناصر!

«....»

لماذا أكتب اليوم كل هذا التاريخ... ولدى أكثر منه؟

ـ أكتبه للقيادات الوفدية الجديدة القديمة فى نفس الوقت.... هذا هو تاريخكم... فهل أنتم على قدر المسئولية... مسئولية حزب  كتب البلد.... أم الروتين سيتغلب عليكم وأحمد هو الحاج أحمد ولا حول ولا قوة إلا بالله...

بعد كل هذه المدة التى مرت على مجلس النواب.... لم نقرأ استجواباً واحداً.... هل هذا معقول؟.... هل ستظل المياه راكدة ومازال حزب الوفد موجوداً؟!.... نحن لا نريد تغييراً ولكن نريد إصلاحاً... وعدلاً.... وأن يأخذ كل صاحب حق حقه بدلاً من الدعاء فى جوف الليل...  فالظلم ظلام!!