رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أؤيد طلب الإحاطة الذى تقدمت به النائبة المحترمة وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب بشأن قرار وزير التربية والتعليم بدمج الطلاب ذوى الإعاقة المحدودة بمدارس الجمهورية حيث أقرت أن القائمين على وزارة التربية والتعليم سوف يواجهون العديد من الأزمات فى حال تنفيذ قرار الدمج فى الوقت الراهن وفقاً لما هو متاح فعلياً من آليات تنفيذه على أرض الواقع، لذلك سأحاول فى مقالى هذا مناقشة عملية دمج متحدى الإعاقة فى المدارس العادية كأمر هام مجتمعى وضرورى يعتبر جزءاً لا يتجزأ من عمليات الترابط والتكامل بين المجتمع والتعليم.

وفى البداية يعرف علماء التربية الخاصة عملية الدمج بأنها التكامل الاجتماعى والدراسى للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والأطفال الطبيعيين فى الصفوف الدراسية العادية وذلك لمدة زمنية معينة من اليوم الدراسى بصحبة أقرانهم العاديين مع ضرورة حصولهم على (خدمات التربية الخاصة)، واضعين فى الاعتبار أنه لا يمكن دمج الطلاب بطريقة عشوائية لذلك يوجد ثلاثة أنواع شهيرة من الدمج لذوى الاحتياجات الخاصة أولهما (الصفوف الخاصة فى المدارس العادية) ويشمل هذا النوع من الدمج على توفير صفوف خاصة لمتحدى الإعاقة بداخل بناء المدرسة أو المؤسسة التعليمية حيث تلتقى هذه الفئة مع بعضها البعض فى هذه الصفوف ويتلقون التعليم المناسب لهم على يد معلم متخصص فى التربية الخاصة وتسمى هذه الصفوف صفوف المصادر مع مراعاة انتقال الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة لبعض الوقت إلى الصفوف العادية الملائمة لأعمارهم أو معدلات ذكائهم لتلقى جزء من التعليم الأكاديمى فيها بهدف إتاحة الفرصة لهم على التفاعل مع أقرانهم من الأطفال العاديين فى المدرسة نفسها.

وثانى الأنواع هو (الدمج الأكاديمى) ويقصد به التحاق الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم من الأطفال العاديين فى صف واحد طوال اليوم الدراسى بهدف إتاحة الفرصة للأطفال ذوى صعوبات التعلم على تلقى مختلف البرامج التعليمية بالتعاون مع أقرانهم العاديين.

وثالث الأنواع هو (الدمج الاجتماعى) ويعرف أيضاً باسم الدمج الوظيفى ويقصد به دمج الأطفال متحدى الإعاقة مع غيرهم من أفراد المجتمع العاديين فى المجتمع والبيئة المحيطة التى يعيشون فيها بالإضافة إلى دمجهم فى الأنشطة المجتمعية المختلفة من أجل التفاعل بشكل سليم مع من حولهم، وعملية الدمج لها عدد من الإيجابيات والسلبيات، فأما الإيجابيات فتتمثل فى تعلم مهارات أكاديمية جديدة ومهارات اجتماعية جديدة وتعزيز ثقة متحدى الإعاقة بأنفسهم عن طريق دمجهم بالعاديين وشعورهم بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وأنهم غير مفصولين عنه بالإضافة إلى تعديل اتجاهات المعلمين نحو ذوى الاحتياجات الخاصة.

وأما السلبيات فتتمثل فى أن يصبح الدمج فى بعض الأحيان مضراً بالطفل متحدى الإعاقة عندما يكون وجوده شكلياً بالمدرسة العادية إما لحدة إعاقته أو لعدم وجود الظروف الملائمة ومن أهم السلبيات هى التى يحملها المجتمع تجاه المعاقين مما يشكل صعوبة نحو تطبيق هذه السياسة وتنفيذها وعلى الجانب الآخر قد يحدث فى بعض الأحيان خلل أو فشل فى النظام الإدارى للمدارس العادية مما يؤدى بالضرورة إلى نتائج مخيبة للآمال تضر بجميع التلاميذ داخل المدرسة سواء العاديين منهم أو ذوى الاحتياجات الخاصة بل من الممكن أن آثاره تمتد لتشمل المجتمع ككل، وبناءً على ما سبق أؤيد طلب الإحاطة للسيد وزير التعليم لإيضاح مدى توافر الإمكانيات والعناصر التى ذكرتها بمقالى هذا وإعلان الخطة المدروسة بهذا الشأن.. أم لا توجد خطط مدروسة؟

[email protected]