رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

أتمنى أن تجفف العملية الأمنية التى قامت بها أجهزة وزارة الداخلية فى صحراء المنيا دموع أسرة الأشقاء كمال ونادى ورضا وباقى شهداء أتوبيس دير الأنبا صموئيل، هذا المصاب مصابنا جميعًا، لا يهم إذا كان الشهداء مسيحيين أو مسلمين، يكفى أنهم مصريون شربوا من كأس الإرهاب الذى تحالف مع الشيطان لإسقاط مصر، وانتشر كالسرطان لنهش أجساد أبناء الوطن الواحد.

الإرهاب عانت منه الكنائس كما عانت منه المساجد،وتجرع مرارته المسلمون كما تجرعها المسيحيون، وقطبا الأمة يشكلون مصر التى تؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع واختيار الدين مسئولية المواطن وليس مسئولية الدولة، وفى هذا الإطار كان الرئيس السيسى محقًا عندما قال أمام منتدى الشباب إن العبادة حرية للجميع، والدولة تبنى المساجد فى المجتمعات الجديدة، كما تبنى الكنائس، ولو كان فى مصر يهود فسنبنى لهدم معابد يؤدون فيها طقوسهم.

مصر أرض السلام تفتح أبوابها للجميع، حتى الذى لا يدين بأى دين فله حق المواطنة، ومن هنا كانت مطالبات الرئيس السيسى بأهمية تطوير الخطاب الدينى وجعله قضيته حتى قبل أن يتولى المسئولية لتغيير الأفكار والمفردات التى يتم التعامل بها من آلاف السنين، والتى كانت صالحة فى الماضى، ولا تصلح اليوم، الرئيس يوجه بإيجاد مفردات لخطاب دينى تتناسب مع هذا العصر، وتتصدى لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة، ونشر قيم الإسلام المعتدل.

حادث المنيا آلمنا جميعًا ولكن عزاءنا أن جهاز الأمن المصرى اقتص للشهداء بعد 48 ساعة فقط، ووجه رسالة قوية بأن من تسول له نفسه للنيل من وحدة المصريين سيلاقى نفس المصير المحتوم، فتحية لرجال الشرطة الأبطال الذين لاحقوا هذه العناصر الإرهابية فى الظهير الصحراوى بالمنيا وأجهزوا على بعضهم بعد عملية تبادل لإطلاق الرصاص.

كما جاء فى بيان الداخلية أن الجناة كانوا مكلفين من جهات خارجية لارتكاب أعمال إرهابية أخرى خلال أيام قليلة، مما يجعلنا نطالب الشرطة وعلى رأسها جهاز أمن الدولة الكفء وبتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتعقب باقى هؤلاء الشرذمة لحماية البلاد من شرهم.

 لن تنجح المخططات الخارجية فى شق وحدة المصريين إذا صرنا على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية والجيش والشرطة البواسل، ولابد أن نضع أمام أعيننا أننا ليس لنا وطن آخر غير مصر، البلاد التى تدمر لن تعود، فنحن جميعًا فداء هذا الوطن لا يهم أسماؤنا أو دياناتنا، المهم نواجه عدوًا واحدًا بفهم ووعى ونحارب التشكيك الذى يحاول هز ثقتنا فى مؤسساتنا الأمنية.