رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استكمالا لما كتبته حول هذا الموضوع أضيف أن التلوث البصرى يعتبر شائعا بطريقة مذهلة فى كل ما يقع عليه البصر – فلو نظرت حولك من كل الاتجاهات لشعرت فورا بهذا الخلل، انظر الى الأرصفة فلا تجد مكانا لها بالشوارع، الا شريطا من الكتل الأسمنتية، بعضها يصل علوها 50 سنتيمترا والبعض الآخر خمسة سنتيمترات (شريط متعرج عالى وواطى) وبذلك لا تسلم الشوارع نفسها من المطبات الاصطناعية والطبيعية التى تشعر بها وانت داخل مركبة سائرة فى أى مكان دون استثناء فى مصر بكل أحيائها، اذا انت تؤذى بصرك، علاوة على متعة المرجحة وأنت داخل المركبة التى تساعدك على النعاس الفورى.

 أما الأكثر أذى للبصر الشريط الأخضر الذى يتوسط الشوارع الكبيرة والذى تحول بقدرة قادر الى شريط من الطين الأسود، عدا شجيرة هنا وهناك، متوسط هذا الشريط الذى انتزع منه الحشائش الخضراء والأسوار الحديدية التى تحيط به والمركبة على الطوب الحرارى الأحمر الذى أكلته الفئران فلن يتبقى منه الا ما يجعلك تشمئز لو أحببت أن تدقق البصر.

< كل="" هذا="" ربما="" يكون="" قليلا="" لو="" قورن="" بألوان="" المبانى="" أو="" العمارات="" أو="" المنازل="" داخل="" شارع="" واحد="" على="" بعد="" النظر="" من="" الجانبين="" –="" لو="" دققت="" لشاهدت="" مئات="" الألوان="" الباهتة="" والغامقة="" وغير="" المتناغمة="" مع="" بعضها="" لدرجة="" تجعلك="" تغمض="" عينيك="" لعدم="" قدرتك="" على="" استقبال="" تلك="" الخيوط="" الملونة="" على="" المرتفعات="" ثم="" المنعرجات="" المنخفضة="" دون="" تخطيط،="" فعندما="" تنظر="" الى="" بناية="" (حمراء،="" صفراء،="" زرقاء)="" مكونة="" من="" خمسة="" عشر="" طابق="" –="" ثم="" تنعكس="" الأشعة="" فى="" نظرك="" على="" بيت="" ملاصق="" لها="" من="" ثلاثة="" طوابق="" خضراء="" اللون="" –="" ربما="" يشعرك="" ذلك="" بالغثيان="" نتيجة="" لدوران="" مفاجئ="" تسببه="" الفواصل="" اللونية="" والمرتفعات="" والمنخفضات="" غير="" المدروسة="" والعشوائية="" وكأنك="" لا="" تعيش="" فى="" المدينة="" (بالمعنى="" الدقيق="" للمدينة="" او="" المدنية)="" ولكنك="" تعيش="" فى="" قرية="" متطورة="" الى="" حد="">

هل هذا فقط ما يسببه التلوث البصري...؟! أم يمكننا أن نزيد عليها شدة الاضواء المبهرة التى يخترعها اختراعا أصحاب المحال التجارية أشكالها وألوانها دون ضبط أو ربط... بل ودون رادع من الجهات المسئولة، ملايين الواطات الكهربائية المنبرمة دون فائدة ترجى من ورائها غير التلوث البصري... كيف وأنت داخل متجر واحد تشاهد أربعة ألوان مختلفة من الضوء وفى مكان آخر ترى الضوء وكأنه الوهج الصارخ الذى لا تستطيع ان تفتح عينيك فى مواجهته – وفى مكان ثالث ترى ضوءا باهتا تكاد ترى الأشياء بصعوبة من خلاله.. كل ذلك وفى وقت واحد.. كيف..؟ ولماذا..؟ ومن الذى يسبب كل هذه الفوضى..؟!

 هل عدم وجود رقابة أو تشريع يحد من هذه الظواهر العشوائية التى أوصلتنا الى عصر الغاب، عصر اللا دولة عصر اللا قانون... عصر يفعل فيه الانسان ما يحب وما لا يحب ما يضر أخاه الانسان بلا مبالاة أو تفكير فى ان ما يفعله يزعج جاره أو لا يزعجه، فهذا لا يهم.. المهم ما يعود عليه هو بالمنفعة، ضاربا بالآخر وبالقوانين وبالحكومة عرض الحائط لأنه يعلم جيدا ومسبقا انه لا يوجد ما يخشاه أو من يحاسبه.. فلماذا لا يفعل ما يؤذى الآخرين دون تردد، منتهزا فرصة الهوة الكبيرة الكائنة فى التسيب الحادث فى مؤسسات الدولة وبين الأنانية وحب الذات المؤدى الى الفساد على المستوى الفردى والجماعى داخل المجتمع...!