رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فى الشارع سقط التليفون المحمول من يد صاحبه الشاب فداس عليه «توك توك» فتسبب له فى بعض التلفيات، ونشبت مشادة كلامية انتهت بالتصالح.

المثير فى هذه المشاجرة هو أن جدة الشاب وقفت فى الشباك عندما شاهدت ابنها والد الشاب ينزل مسرعًا من الشقة للوقوف إلى جانب ابنه، فصرخت الجدة وهى تشير إلى حفيدها تقول: انت أتلفك المحمول، وتشير إلى ابنها لتقول له: وانت مجوز المخروب أى المحمول!! وبصراحة كلام الحاجة المسنة أصاب كبد الحقيقة المرة التى يعيشها شباب البلد منذ دخول تكنولوجيا الهاتف المحمول، وجعلنى كلام السيدة العجوز أن أسأل هذا السؤال التالى مع نفسى بعد أن مرت الخناقة بسلام، هل نفتح الباب أمام التكنولوجيا أم نقفله أم نجعله مواربًا؟!

ادمان الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعى لحس عقول الشباب بالفعل، رغم انها وسيلة تواصل سريعة وأداة للتقريب بين الشعوب لكنها قتلت المشاعر، فأصبحنا فى ظل التكنولوجيا نهنئ بعضنا أو نقدم واجب العزاء برسالة على موقع التواصل الاجتماعى، ونتحدث مع بعض من خلالها، وفقدنا دفء اللقاء، وأصبح كل واحد فى الأسرة له عالمه الافتراضى الذى يعيش فيه، الولد مشغول والبنت كذلك ولحقت بهم الأم والأب لم يلتق اثنان من الأسرة على مائدة فى أى وجبة، ولا حوار ولا سلام ولا كلام كله مع التليفون، أتذكر اننى تلقيت خطابا مكتوبا بخط يد من وزير سابق فى وفاة شخص عزيز يوجه لى فيه التعازى مازلت أحتفظ به لأنه يحوى من الكلمات التى صبرتنى على المصاب الذى زلزل نفسى، ولذلك كانت السيدة العجوز على حق عندما لخصت مساوئ التكنولوجيا فى كلمتين لأننا نستدعى الجوانب السلبية فيها أكثر من الايجابية، التكنولوجيا خير وشر، والخير فيها بين وكذلك الشر.

التكنولوجيا كانت ضيفا مهما على منتدى شباب العالم بشرم الشيخ. والذى أطلق الرئيس السيسى فاعلياته فى حضور 5000 شاب من 160 دولة لبعث رسالة سلام إلى العالم من أرض السلام، كانت حاضرة التكنولوجيا من خلال مسرحية «الزائر» للمخرج المسرحى القدير خالد جلال، وهى تجربة فريدة بالفعل، حضر عرضها وافتتاحها الأول الرئيس السيسى وعدد كبير من الضيوف، باعتبار أن الفن هو أحد القوة الناعمة المؤثرة، وتدور احداث المسرحية داخل قرية بسيطة تمسك سكانها بالعمل والاجتهاد والعادات والتقاليد وساد بينهم الود والسلام حتى يعود الغائب واحضر معه هدية وهي عبارة عن جهاز سحرى تسبب فى تخلى الناس عن مشاعرهم البديعة وترابطهم الشديد فانعزل كل منهم مع جهازه، وتطور الأمر إلى أن يسقط الجد صريعًا فلا يلتقت إليه أى من أبنائه، واكتفوا بإرسال رسائل تعاطف من أجهزتهم الملتصقة بأجسادهم!!

المسرحية تدعو العقلاء إلى التخلص من الأثر السلبى للتكنولوجيا، ولا نجعلها تتحكم فى حياتهم وتعظيم الايجابيات منها وتسخيرها لتحقيق انجازاتهم.

خالص التحية للمخرج خالد جلال وأبطال مسرحيته الزائر الذين اختارهم من عدة جنسيات ليتحدث كل منهم بلغته وثقافته المختلفة على أرض السلام.