رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

من يربح من؟.. مدارسنا أو سناتر الدروس الخصوصية؟!.

التقطت ذاكرة «رادار» مؤخراً مداخلة هاتفية للدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين،  عبر برنامج «الحياة اليوم» عن مقترح «تجريم» الدروس الخصوصية، موضحاً خلالها أن أى شخص سيمتهن مهنة التدريس بمراكز الدروس الخصوصية دون أن ينتمى إلى وزارة التربية والتعليم سيعاقب بغرامات مالية كبيرة، وقد تصل العقوبة إلى حد السجن «عليه وعلى صاحب المركز»!.

بدا الرجل واضحاً.. مُتفاعلاً مع  واقع يحفظه عن ظهر قلب، فالدروس الخصوصية باتت أمراً بديهياً فى رحلة تعليم الطلبة، وفى حياة كل معلم يريد البقاء على قيد الحياة!.

يتفق الكثيرون على أن سيطرة الدروس الخصوصية على عقل المعلم المصرى – قبل ولى الأمر ذاته - كان لها التأثير المباشر  فى تراجع القوة الناعمة للمعلم المصرى داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى تراجع كبير فى عمليات التطوير المستمر لمهاراته.

غير أن المفاجأة هنا هى أننا لا نتحدث اليوم عن تجريم كامل للدروس الخصوصية، فالقصة لا تعدو سوى تنظيم عمل هذه « السناتر»، وثمة فرق كبير بين تجريم فعل ما، وبين إيجاد إطار عمل منظم للقيام بهذا الفعل!.

 الحقيقة أن السبب الذى أوجد الدروس الخصوصية ما يزال قائماً ، فالمدارس ظلت لسنوات طويلة خاوية من عمليات تدريس حقيقية، فى وقت تراجعت حيوية المجتمع ليستسلم من أجل حصد « الدرجات» والعلامة الكاملة!.

فقدت الثقافة جاذبيتها، والمدارس والشوارع جمالها ورونقها، الأمر الذى فتح المجال واسعاً أمام معلمين وأصحاب رؤوس أموال إلى الاستثمار فى سناتر الدروس الخصوصية.

كل الاشياء فيها متاحة، إلا المعنى الحقيقى لكلمة «تعليم»، ذلك أن هدف هذه السناتر هو تلقين العقول الصغيرة الإجابة النموذجية والعلامة الكاملة من أجل مواكبة حياة من الاختبارات، والحقيقة أن المستقبل يتطلب تأهيل هذه العقول من أجل خوض اختبارات الحياة!.

«سناتر» الدروس الخصوصية، باتت عالماً له أحكامه وقواعده وطقوسه التى تحكمه، لها أباطرة تنتشر إعلاناتهم فى شوارع المحروسة، تستقطب الطلبة والعائلات على طريقة موسيقى المهرجانات!.

باختصار ..  « موضة» تحولت إلى ضرورة!. فهل تستعيد المدرسة المصرية مكانتها، وهل يستعيد المجتمع حيويته فى مواجهتها؟.. هل تقف العائلات يداً واحدة فى مواجهة تدمير عقول أبنائهم فى قلب السنتر، بينما نعيش فى عالم تتنوع فيه مصادر المعرفة أكثر من أى وقت مضى!.

يبدو أن المعركة ساخنة، وستبقى مستمرة حتى تثبت منظومة التعليم الجديدة تميزها وقدرتها على هزيمة عالم «السناتر»!.

معركة إما سيكون الطالب بعدها هو « سنتر» الحكاية، أو ربما سنصبح جميعاً سكاناً في"السنتر"!.

نبدأ من الأول

[email protected]