عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

يتفق جمهور المؤرخين على أن الوفد هو حزب الحركة الوطنية المصرية.. وأن ثورة 1919 قد أحدثت تغييرات جذرية وجوهرية فى المجتمع، وأسست لمجتمع ليبرالى جديد فى مصر، وسبق الإشارة إلى امتداد تأثير هذه الثورة الكبرى إلى دول عديدة.. وهنا تجدر الإشارة إلى بدايات تمرد العمال المصريين ضد البرجوازية الأجنبية التى احتكرت معظم الصناعات واستندت على سلطة الاحتلال الإنجليزى، بعد أن انصهر المجتمع المصرى فى وعاء واحد. وعرف الطريق لحقوقه وسيادته على أرضه خاصة عندما شكل سعد زغلول حكومة الشعب عام 1924، واستقبلها العمال المصريون بفرحة طاغية ليقينهم أن أى خلاف ينشأ بينهم وبين أصحاب الأعمال من الأوروبيين أو غيرهم، ستكون حكومة الشعب سنداً لهم، خاصة أن هذه الحكومة قد بدأت من اليوم الأول فى إصدار بعض القوانين لصالح الطبقة العاملة.

وفى هذا السياق، ومع نشوب وتعدد الخلافات والصدامات بين العمال وأصحاب العمل، وارتفاع سقف طموحات العمال المصريين بعد فوز الوفد الكاسح بالانتخابات النيابية فى مايو 1936، ووجود عدد من قادة العمال الوفديين فى مناصب مرموقة داخل الوزارة والبرلمان مثل أحمد حمدى سيف النصر، رئيس المجلس الأعلى للعمال، واختياره وزيراً للزراعة، ومكرم عبيد، مستشار نقابة عمال ترام القاهرة، واختياره وزيراً للمالية، وأيضاً اختيار محمد صبرى أبوعلم وكيلاً لوزارة الحقانية، وكان من أهم المحامين المدافعين عن حقوق العمال.. وفى ظل هذا المناخ واللُّحمة الوطنية أصدرت حكومة الوفد عدة تشريعات جديدة للقطاعات العمالية تتركز حول الاعتراف بالنقابات العمالية، والاستحقاقات العمالية سواء فى الوزارات أو الشركات، واستمرت حكومات الوفد من 1936 إلى 1945 فى إصدار التشريعات العمالية كلما دعت الحاجة، وترسخت حقوق العمال بقانون عقد العمل المشترك الذى أصدرته حكومة الوفد بعد عودتها إلى الحكم عام 1950.. ولما كان الوفد سنداً للعمال والموظفين وكانوا ظهيراً له خرجت شعارات وهتافات صاغها عمال مصر عندما كانت تصدر مرسومات ملكية بحل حكومة الوفد، منها على سبيل المثال «يحيا الوفد ولو فيها رفد»، وشعار آخر «لو رشح الوفد حجراً لانتخبناه»، وغيرها من الشعارات التى تؤكد رسوخ الوفد فى ضمير الشعب المصرى.

الوفد والمرأة المصرية

والحال على هذا النحو كان مع المرأة المصرية عندما صدرت دعوات الطبقة المثقفة أمثال محمد عبده ولطفى السيد وقاسم أمين وغيرهم فى تشجيع الإناث على التعليم، وظهرت لأول مرة الصالونات الأدبية فى قصور الأميرات.. ومع تفجر ثورة 1919 فى كل شبر على أرض الوطن سطع دور المرأة المصرية بخروج هدى شعراوى وصفية زغلول (أم المصريين) على رأس مظاهرات السيدات لأول مرة فى تاريخ مصر، وتكونت لجنة الوفد المركزية للسيدات لدعم الحركة الوطنية ثم أسستا الاتحاد النسائى المصرى عام 1923، وغنى عن البيان أن أم المصريين وهدى شعراوى قد خلعتا النقاب عام 1921، وقادت صفية زغلول العمل الخيرى والاجتماعى، وانطلقت هدى شعراوى إلى خارج مصر لحضور المؤتمرات الدولية وتأثرت بالأفكار الأوروبية فى ضرورة مشاركة المرأة فى شتى المجالات، وطالبت بحقها فى الانتخاب والتمثيل البرلمانى، وكان شغلهما الشاغل هو حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، ووصل عدد جمعيات المرأة لأكثر من 15 جمعية فى محافظات مصر ثم الاتحاد النسائى المصرى التى ترأسته هدى شعراوى ورأست أيضاً الاتحاد النسائى العربى، وانتخبت نائب رئيس الاتحاد النسائى الدولى، وتحولت هدى شعراوى إلى أيقونة مصر والعالم العربى، واعتبرتها الهند على رأس عظيمات العالم.. وكانت أم المصريين صفية زغلول وهدى شعراوى ومن خلفهما حكومات الوفد سنداً للمرأة المصرية وتحريرها وحصولها على حقوقها السياسية والاجتماعية.

ونستكمل الأسبوع المقبل إن شاء الله.