عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

يلتف شباب العالم فى منتدى شرم الشيخ فى الثالث من نوفمبر المقبل، حول الإبداع والتنمية.. فى وقت نحن أحوج الناس فيه إلى الإبداع وإلى التنمية، لأننا من أكثر الدول، كما يؤمن بذلك كل المصريين، أن لدينا قدرات إبداعية أصيلة من أيام الفراعنة، وإمكانيات للتنمية غير محدودة، والاثنان معاً كفيلان أن يجعلا مصر من الدول المتقدمة فى سنوات قليلة.. وهذه ليست أحلاماً ولكنها وقائع تحتاج فقط إلى مواهب لتنمية الإبداع وإلى إبداع فى التنمية!

ومنذ عدة سنوات، اقترحت على وزارة الثقافة أن ترسل أوائل الطلاب الخريجين من أكاديمية الفنون بالهرم، إلى الخارج كل عام، فى بعثات تعليمية، فى مختلف مجالات الفنون من أول معهد المسرح بأقسامه ومروراً بخريجى معهد السينما وأقسامه، وحتى الموسيقى العربية والكونسرفتوار والباليه والفنون الشعبية.. وبعيداً عما يجرى فى الأكاديمية المصرية فى روما، وطريقة اختيار الدارسين فيها الملتبسة لغياب المعايير الواضحة للمبتعثين ولهذا علينا الالتزام بمعايير وزارة التعليم العالى فى إرسال أوائل الخريجين من الكليات درءاً للشبهات.. وقلت وقتها لو أن الثقافة أرسلت ألف طالب كل عشر سنوات ولم يعد، أو لم يفلح منهم أكثر من مائة طالب أكاديمي موهوب.. فهذا يعنى أن كل عشر سنين مائة موهوب أى عشرة مبدعين كل سنة، من المتعلمين والمدربين بطريقة علمية فى جميع الفنون، وهو فى حد ذاته رقم كبير ومكسب ضخم يمكن أن يقلب الحالة الفنية فى مصر رأساً على عقب!

واقتصادياً، سيعوض هؤلاء المائة من الشباب الموهوب فى عام واحد، ما أنفقته الوزارة عليهم فى عشر سنوات، بأعمال فنية تستعيد بها مصر صناعة الفنون كمصدر دخل قومى، كما كانت السينما أيام طلعت حرب.. ويزيد على ذلك استعادة مصر قوتها الناعمة.. وهكذا يلتقى الإبداع مع التنمية!

والفنون فى مصر مثل كرة القدم، وأعتقد مثل أشياء كثيرة أخرى، كقيادة السيارات مثلاً، ما زلنا نتدرب على ممارستها فى الشوارع، ونتعلم القليل منها فى معاهد أو أكاديميات تفتقر للكثير من القواعد العلمية.. فاللاعبون الموهوبون فى كرة القدم مارسوا اللعبة فى الحوارى والشوارع، وعندما يذهبون إلى النوادى الكبيرة، تظل طريقة اللعب هى طريقة الشوارع العشوائية، وتبقى لياقتهم البدنية محدودة، وتفكيرهم فى الملعب محدوداً بحدود الشارع أو الحارة أو «الفسحاية» التى لعبوا فيها ولا يعرفون كيف يطورون مواهبهم.. وهذا هو الفرق بين لا عبينا وبين اللاعبين الأجانب الذين ينشأون فى أكاديميات من الصغر.. وينطبق هذا الكلام على الموهوبين فى الفن والأدب.. كذلك فى قيادة السيارات التى لا زلنا نتعلمها فى الشوارع، ولهذا لدينا أسوأ سائقين وأبشع طريقة لقيادة السيارات فى العالم.. حيث تسير السيارات فى الشوارع كما لو أنها تجرى خلف شىء ما لا يراه غير السائقين كما يجرى الفريق كله خلف الكرة فى الملعب!

الإبداع فى مصر ما زال، والحال كذلك فى أشياء أخرى، اقتصاده مثل دكاكين البقالة، بينما المسألة فى أمريكا وأوروبا والهند من الصناعات الضخمة وجزء لا يتجزأ من التنمية حيث لا مجال فيها للصدفة أو الحظ!

[email protected]