رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

اللجنة التأسيسية المكلفة بتجهيز مقومات إنشاء نقابة الإعلاميين من مقار وهيكل إدارى وجداول العضوية، يبدو أن اللجنة تواجه مشكلات عديدة، ولعل المشكلة التى أراها أكثر خطورة هى الخلافات بين أعضاء هذه اللجنة حول تحديد من لهم حق الحصول على هذه العضوية، بعض الأعضاء تصوروا أن مهنة الإعلام بدأت بالتحاقهم بالعمل بالإذاعة والتليفزيون ضمن جيش الموظفين الذين تم تعيينهم فى فترة التوسع العشوائى للإذاعة والتليفزيون فرفعوا شعار «لا عضوية لكل من بلغ سن المعاش»؟!

هذا المنطق الشاذ معناه أن هذه النقابة نبت شيطاني لا جذور له، فمهنة الإعلام فى مصر مهنة عريقة أسسها رواد مؤسسون وطورها الرواد الأوائل حتى وصلت هذه المهنة إلى عصرها الذهبى الذى احتلت فيه المرتبة الأولى فى الوطن العربى، بل وكان الإعلام المصرى منافسا فى فترات الازدهار لإعلام دول متقدمة كثيرة.

فى جميع بلاد العالم يلتحق الإذاعيون فى الإذاعة المسموعة والمرئية بنقابة الصحفيين بالمنطق الطبيعى الذى يعتبر هذه الوسائل «الإذاعة» صحافة مسموعة والتليفزيون صحافة مرئية، غير أن الظروف التاريخية فى مصر لم تسمح للإذاعيين «راديو وتليفزيون» بالالتحاق بنقابة الصحفيين لاعتبارات موضوعية تتعلق بأوضاع الإذاعيين، فهؤلاء الإذاعيون يعاملون معاملة موظفى الدولة فى مختلف الوزارات حيث الوزير وقيادات الوزارة تتحكم فى مقدراتهم، بينما أعضاء نقابة الصحفيين يتمتعون «بحماية» نقابية لأن نقابة الصحفيين أنشئت قبل تأميم الصحافة، واكتسبت النقابة حصانة مهنية وحققت الكثير من الامتيازات التى تحمى المهنة والصحفيين، وخشيت نقابة الصحفيين أن تضم لعضويتها الإذاعيين وعددهم أكبر بكثير من أعضاء نقابة الصحفيين فيسخر أعضاء نقابة الصحفيين بعضاً من الامتيازات التى حصلوا عليها بعد صراع مرير والأخطر الخشية من أن وزير الإعلام الذى يتحكم فى مصائر الإذاعيين باعتبارهم خاضعين لقوانين موظفى الدولة حيث يستطيع وزير الإعلام أن يمارس ضغوطاً مؤثرة على الإذاعيين لانتخاب أعضاء مجلس إدارة تابع أو على الأقل يتمتع برضا وزير الإعلام، وبهذا تفقد نقابة الصحفيين استقلالها النسبى الذى جعلها قادرة فى حالات كثيرة على التصدى بنجاح لإجهاض محاولات تمرير قوانين تقييد حرية الصحافة.

تفهم الإذاعيون هذا المنطق وناضلوا من أجل إنشاء نقابة مهنية للإذاعيين «راديو وتليفزيون» تعددت المحاولات التى بدأت منذ عام 1955 حتى نجحت هذه الجهود أخيراً بصدور قانون إنشاء «نقابة الإعلاميين» وهى تسمية خاطئة من وجهة نظرى، بل إن مشروع قانون إنشاء هذه النقابة الذى أعده الإذاعيون «رايو وتليفزيون» كان يحمل مسمى نقابة الإذاعة «راديو وتليفزيون» وتغيرت التسمية بعد صراع عنيف «ولهذا حديث آخر».

أعود إلى دعاة استبعاد المحالين على المعاش.. أولاً: الطبيعى أن يقيد هؤلاء فى جداول «غير المشتغلين» ومن التحق منهم بأى مؤسسة إعلامية خاصة يدرج بكشوف «العاملين».

وليس هذا تكريما لمن أحيلوا إلى المعاش، بل هو أمر طبيعى، فبين هؤلاء عدد من الرواد المؤسسين مثل الأستاذ فهمى عمر، ومنهم كثير من الرواد الأوائل أمثال حسن حامد وبهاء طاهر وزينب سويدان وعبدالوهاب قتاية ودرية شرف الدين.

وأرى أن تكتمل الصورة المحترمة للنقابة بإصدار لائحة شرف تضم الرواد المؤسسين وتكون إحدى وثائق النقابة، وتضم القائمة أسماء الرواد المؤسسين جميعاً مثل عبدالحميد يونس وعبدالحميد الحديدى وأحمد سعيد وجلال معوض وحسن الحديدى وأحمد طاهر وصفية المهندس ومحمد محمود شعبان «بابا شارو» وعبدالوهاب يوسف ومحمد فتحى وسامية صادق وهمت مصطفى وسميرة الكيلانى وصلاح زكى وعواطف البدرى وأحمد فراج وأبلة فضيلة وغيرهم كثير.

هذه الأسماء تكسب النقابة مكانة محترمة، وتؤكد أن انتسابها لمهنة الإعلام ليس انتساباً عشوائياً بل إن جذوره ضاربة بعمق فى أرض مصر.. يا سادة شجرة بلا جذور تسقطها هبة ريح.