هموم مصرية
الآن يمكنني أن أتنفس هواءً نظيفاً.. نقياً. وأنا أقف في بلكونتي بالعجوزة.
كانت أشجار الفيكوس وهي من أسرع النباتات نمواً وتشابكاً قد غطت كل شارعنا.. بعد أن توحشت وأصبحت غابة متشابكة الأغصان.. وسيطرت هذه الغابة علي حركة الهواء.. الذي أصبح راكداً.. ولجأت إلي محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد أستغيث به لتقليم أشجار هذه الغابة التي وصلت فروعها إلي الدور الخامس. قلت لسيادة المحافظة أنا من رعاياك.. وبحكم السن أبحث عن نسمة هواء نقي.. فماذا أنتم فاعلون؟!
وتحرك المحافظ فوراً وأرسل جنوده في هيئة النظافة والتجميل وانطلقوا للعمل.. ولما احتاجوا إلي سلم أو برج ليصعدوا لأعالي الأشجار تم تدبيره فوراً، رغم أننا يوم جمعة.. ومن الصباح الباكر وإلي ما بعد الغروب.. تمت المهمة.. وعدت أمتلك شارعاً نظيفاً لامعاً بل ومشرقاً.. ووقفت أملأ صدري بهواء دون تراب.. بل ودون حشرات وأحسست أننا نحيا من جديد.. وعادت الشمس والهواء.. وأيضا الخضرة لكي تجعلنا نقول: اليوم.. صار عندنا شارع بكل هذا المعني. وبالمناسبة انطلق تجار الشارع يساعدون في حملة النظافة هذه.
< وعلي="" فكرة="" قال="" سيادة="" المحافظ="" إنهم="" بدأوا="" بالفعل="" في="" حملة="" لتقليم="" أشجار="" الشوارع..="" وهذه="" المهمة="" يشرف="" عليها="" رئيس="" هيئة="" النظافة="" والتجميل="" بالجيزة="" الأستاذ="" يحيي="" فايد..="" وتولاها="" بجدية="" ملفتة="" للنظر="" المهندس="" عاطف="" سمير="" غطاس="" مدير="" عام="" الحدائق..="" والمهندس="" حلمي="" حسن="" النشار="" مدير="" حدائق="" العجوزة="" وكل="" رجالهم="">
وتذكرت العصر الذهبي عندما كانت عندنا حدائق.. وشوارع وكان الناس ينعمون بزهور أشجارها ومنها زهرة دقن الباشا ببياضها ثم احمرارها.. لتبدو فعلاً مثل دقن الوالي أو الباشا الذي هو محمد علي باشا.. وأيضا تلك الأشجار التي كانت توفر مساحة هائلة من الظل بورودها برتقالية اللون التي كانت تملأ شوارع العجوزة وشوارع مصر الجديدة.
< وتذكرت="" أيضا="" شارع="" النيل="" بالعجوزة="" من="" كوبري="" الجلاء="" جنوباً="" إلي="" كوبري="" إمبابة="" شمالاً="" بأشجار="" الكافور="" الليموني="" التي="" كانت="" تزين="" هذا="" الشارع،="" علي="" الرصيفين..="" وأيضا="" علي="" الجزيرة="" الوسطي..="" وما="" زال="" بعضها="" موجوداً="" عند="" حديقة="" الحيوان="" ومنطقة="" الكيت="" كات="" وما="" زال="" بعضها="" «يقاوم»="" في="" شارع="" الدقي="" من="" أمام="" وزارة="" الزراعة="" وإلي="" مدخل="" حديقة="" الأورمان="" وكان="" اسمه="" سابقاً="" شارع="" الأميرة="" فاطمة="">
ويبدو أن الهواء النقي الذي أنعش أنفاسي ساهم في تنشيط ذاكرتي.. بل وشجع كل العاملين في الشارع علي مساهمتهم في تنظيف الشارع.. لأن النظافة معدية.. وغيرها أيضاً يعدي.
< وشكراً="" لواء="" أحمد="" راشد="" محافظ="" الجيزة="" وكل="" رجاله="" الذين="" يعملون..="" أو="" علي="" الأقل="" يوفرون="" لنا="" هذا="" الهواء="">