عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مساء الخميس الماضى، استضاف حزب الوفد، جمعية المراسلين الأجانب، واستقبل المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد أعضاء الجمعية برئاسة فولكهارد فيند فور، وكان هدف المناسبة التمهيد لاحتفال بيت الأمة بمئوية ثورة 1919، وتناول أبوشقة أمام المراسلين تاريخ حزب الوفد الفكرى والسياسى والكفاحى خلال مائة عام، وهو أقدم حزب فى العالم تميز بالقيم والتقاليد والمواقف الوطنية إلى جوار الدولة المصرية والمواطن.

وأثناء الحوار وجه مراسل وكالة الأنباء الهندية، سؤالًا إلى رئيس الوفد عن حقوق الإنسان والأسعار ورد عليه أبوشقة بأن المواطن المصرى يتمتع بكافة حقوق الإنسان التى كفلها له الدستور والقانون، ويكفى أن مجلس النواب أصدر قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، والذى رجع فيه إلى المفوضية الهندية ومفوضية جنوب إفريقيا، والتى تحول أن تكون أمام أى صورة من العبث بصوت الناخب المصرى، ولدينا مجلس قومى لحقوق الإنسان، ونظام قضائى به من الضمانات ما يفوق أكثر الدول الديمقراطية، وخلال الفترة القادمة سيتم عرض قانون الإجراءات الجنائية بضمانات غير مسبوقة. وقال أبوشقة: إن المواطن المصرى حر، وقادر أن يدافع عن حقوقه وعندما شعر بالخطر، قام بثورة شعبية فى 30 يونية، واستطاع أن يحقق ما يريد، ويوجد دولة قانون. وتابع أبوشقة :أما فيما يتعلق بالأسعار إذا قارنتها فى دول عربية أو أجنبية سوف نجد أنها أقل من أسعار بعض الدول العربية والأوروبية، ورغم الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، فإن الاقتصاد المصرى فى مرحلة الخروج من أزمته، ويقدم العديد من المزايا للفئات الأكثر احتياجًا من خلال برامج تكافل وكرامة، ودعم السلع التموينية، والتعليم المجانى، وتقديم الرعاية الصحية بالمجان، بخلاف المشروعات العملاقة التى أقيمت خلال السنوات الماضية.

ولم يكتف المراسل الهندى بالإجابة، وتعرض لحالة ارتفاع الأسعار مرارًا، فقال له رئيس الوفد مازحًا: الأسعار فى مصر أرخص من الهند، فرد المراسل: لا فى الهند أقل، وواصل أبوشقة المزاح معه، لإنهاء حالة الجدل قائلاً له: إيه رأيك إحنا ممكن نفطر طبق فول بـ5  جنيهات، فضجت القاعة بالضحك.

اللقاء كان مثمرًا للغاية أجاب فيه رئيس الوفد على استفسارات عدد كبير من مندوبى الصحف والقنوات العالمية، وعرض فيه موقف الحزب من قضايا مهمة وعديدة تستحق التوقف عندها، لأنها تأتى من رئيس أكبر وأقدم حزب سياسى سيحتفل خلال فترة قليلة بمرور مائة عام على نشأته من رحم ثورة 1919، وهو حزب ليبرالى منفتح على الجميع، ويمد يده وفكره لأى حزب سياسى ديمقراطى فى العالم العربى أو خارج العالم العربى، وأعرض هنا لبعض إجابات المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد على أسئلة المراسلين الأجانب، حيث قال أبوشقة إن فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان مرفوضة تمامًا، ولا تلقى أى قبول لدى أى وطنى. وأضاف أن بيت الأمة لا ينفصل فى التفكير أو القرار عن الشعب المصرى، وفى هذا الشأن يرفض الوفد فكرة المصالحة مع الإخوان تمامًا، وبما أن حزب الوفد يمثل جموع الشعب المصرى، فمن المؤكد أن فكرة المصالحة مرفوضة.

الشعب المصرى فعلاً لن يعقد مصالحات مع جماعة الإخوان الإرهابية التى تلوثت أيديها بدماء الشهداء، وهؤلاء لا أمان لهم. وكما قال الرئيس السيسى فى حوار معه نشر فى صحف أمس أجرته جريدة الشاهد الكويتية: إن الشعب المصرى لم يقبل بعودة جماعة الإخوان للسلطة، لأن فكرة الإخوان غير قابلة للحياة، وقال السيسى: طالما أنا موجود فى السلطة لا يوجد دور للإخوان.

وقال أبوشقة للمراسلين الأجانب: إن الانسان المصرى هو الذى يحافظ على حقوقه، ومصر بها رجال عندما يشعرون أن هناك افتئاتًا على حق من حقوقهم، يضحون بأنفسهم وأموالهم حتى يحافظوا على شرفهم وكرامتهم وحريتهم.. وخير دليل على ذلك هو ثورة 30 يونيو، حيث سجلت وسائل الإعلام فى العالم وإحصائيات جوجل أن 33 مليون مصرى خرجوا فى توقيت واحد من جميع ربوع مصر، مطالبين بالحفاظ على هوية مصر، واستطاع المصريون أن يحققوا ما يريدون، وأوجدوا دولة القانون.

الحديث بين أبوشقة والمراسلين الأجانب، تطرق إلى قضية الدستور، وحول سؤال عن إمكانية تعديله قال: لا نستطيع أن نكون أمام حكم مسبق على أمر غير مطروح، ولا يكون ذلك فى علم المنطق إلا سفسطة سياسية فى هذا الشأن، وعندما يطرح نكون أمام مشروع قائم بنصوص قائمة، وهنا يكون لحزب الوفد رأى فى هذا الشأن، وبعيدًا عن هذا الأمر، ومن قاعدة مجردة، فإن الدستور هو قانون على هامة القوانين وله إجراءات فى حالة تعديله، وطالما أنه قانون من صنع البشر، فإذا ظهرت مستجدات تحتاج إلى تعديل نصوص دستورى، فسيكون للوفد رأيه الذى يطرحه فى وقته.

الوفد جزء أصيل من الحركة الوطنية المصرية طوال المائة سنة الماضية، وهذا ما أكده خصومه، فقد أرّخوا أن المشروعات الكبرى التى قام بها الوفد، والقوانين التى شرعها خلال وجوده فى الحكم لمدة أكثر من سبع سنوات قبل عام 1952، كانت تنحاز إلى مصلحة الدولة الوطنية والمواطن، وتحقق العدالة الاجتماعية، وتنصف صغار الموظفين، وتساند العمال والفلاحين، وكان الوفد يأتى إلى الحكم بالأغلبية الكاسحة، ويُقال من السلطة لأن مواقفه كانت الانحياز للشعب والحرية والديمقراطية وسيادة القانون، وحزب الوفد هو الذى قرر مجانية التعليم وقاد لواءها، تبلورت فيه عبارة حق المواطن فى العلم والتعليم كحقه فى الماء والهواء.

والمستشار أبوشقة رئيس الوفد يرأس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب التى أنجز  82٪ من أعمال المجلس فى دور الانعقاد الثالث، وناقشت قانون بناء وترميم الكنائس الذى كان عصيًا على المناقشة فى السابق، وصدر فى مجلس النواب الحالى، ويتعامل أبوشقة فى أداء دوره فى مجلس النواب من منطلق وطنى لا بد أن يقوم به على أكمل وجه.

وقال أبوشقة للمراسلين، إن الديمقراطية تعنى استقلال الإرادة والقرار الوطنى، وعبر عنها الدستور فى المادة الخامسة، الذى أكد أن الحياة السياسية فى مصر تقوم على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمى للسلطة، والوفد له نظام أساسى، هو اللائحة، ومؤسسات الحزب ولدى الحزب 203 مقرات فى كافة أنحاء الجمهورية وعلى مستوى المحافظات والاقسام والمراكز والقرى، وحزب الوفد له هيئة برلمانية مكونة من 42 نائبًا، قدمت بشهادة الجميع أداء برلمانيًا متميزًا، والوفد يحمل لواء الليبرالية والديمقراطية، ولهذا لا توجد ديمقراطية فى مصر دون حزب الوفد، لأنها هى الحصن والسلاح الذى يحمى الحاكم قبل المحكوم. والوفد يفهم الديمقراطية بمفهوم الخبرة والعمل وممارسة مائة عام، ولذلك حزب الوفد لا يجد غضاضة فى أن يقول للحاكم أحسنت إن أحسن وإن كان هناك خلاف نكون أمام مصارحة وطنية وليس معارضة شتائم أو تجريح، لأننا نسلط الأضواء على الأخطاء وهذه من أدبيات وسلوكيات وفكر حزب الوفد.. نحن لا نتصيد الأخطاء، وإنما لدينا من الحلول عن طريق اللجان النوعية المتخصصة بالحزب أو مجلسه الاستشارى.

اللقاء بين رئيس الوفد وجمعية المراسلين الأجانب كان مثمرًا جدًا، كشف فيه أبوشقة بشكل موجز تاريخ حزب الوفد الذى خرج من رحم ثورة 1919 وهى الثورة التى شهد لها التاريخ والمؤرخون بأنها متفردة عن جميع الثورات فى العالم التف فيها المصريون على قلب وفكر رجل واحد وهدف واحد، وسعوا لتحقيق الاستقلال ومصلحة الوطن، وكان من ثمار ثورة 1919 حصول مصر على استقلال ذاتى، وبدلاً من أن يكون لها سلطان يحكمها أصبحت أمام ملك منفصل بدولة ذات استقلال ذاتى.

وأعرب فولكهارد فيند فور رئيس مجلس إدارة جمعية المراسلين الأجانب، عن سعادته بالتواجد داخل حزب الوفد قائلاً: أنا سعيد بالتواجد داخل حزب الوفد العريق، وهذه فرصة قيمة لمعرفة جميع التفاصيل عن هذا الحزب، مضيفًا أن من يريد أن يعرف تاريخ الحركة الوطنية المصرية خلال المائة عام الماضية، ينظر إلى تاريخ حزب الوفد. وفى نهاية اللقاء وجه المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد رسالة بأن إرادة المصريين التى انتصرت فى 30 يونية ستحقق أهدافها وستكون أمام استقرار أمنى وسياسى وديمقراطى، وتوقع أن مصر فى فترة وجيزة لا تتجاوز 5 سنوات ستكون نموذجًا للاستقرار الأمنى والاقتصادى.

هذا هو حزب الوفد، واضح وضوح الشمس، يحترم الكلمة الحرة، والرأى البنّاء، ويقف مع الدولة فى جميع قضاياها، كما يقف مع المواطن ويتبنى مشاكله فى كل وقت.