يبدو أن الكثيرين لا يتعلمون من الدروس القاسية والحوادث التى تمر بهم.. وتتوالى المشاكل والأزمات التى اصبحت بالنسبة لنا أمراً عادياً لا نتوقف عنده رغم أنه سبب فى موت بعض الأشخاص وانهيار أسر احترق قلبها على عزيز غال فقدوه فجأة وبمنتهى البساطة بسبب أصحاب النفوس الضعيفة الذين يستهينون بحياة البشر فيقع (الموت المجاني) كما يطلقون عليه!
توقفت طويلا عند حادثة اعتدنا عليها ويبدو أنها لم تعد تحرك مشاعر الكثيرين، وهى سقوط طفل أو طفلة فى بالوعة الصرف الصحى المفتوحة وبلا غطاء.. ورغم انها تكررت كثيرا وراح ضحيتها عدد كبير إلا أنها تتكرر وستتكرر طالما أننا لم نتعامل مع هذه الواقعة التى يراها البعض بسيطة بالأهمية التى يجب ان يكون عليها التعامل.
الواقعة الجديدة هى سقوط أم وابنتها الصغيرة فى بالوعة مفتوحة يبدو ان اللصوص سرقوا غطاءها.. تم انقاذ الطفلة وبصعوبة خرجت الأم ولكنها دخلت فى غيبوبة شبه كاملة، والغريب ان الواقعة حدثت فى شارع مهم ورئيسى فى مدينة طنطا، هو شارع الجلاء. والسؤال الذى نطرحه فى كل مرة كيف ترك المسئولون هذه البالوعة بدون غطاء ولماذا لا تتتبع الجهات الأمنية هؤلاء اللصوص الذين يمرون بعربات تحت ستار جمع القمامة ويسرقون أغطية هذه البالوعات لبيعها دون أى وازع من ضمير، ويسقط فيها من يسقط، هذا الأمر لا يهمهم ولا يشغلهم على الإطلاق.. المهم عندهم المصلحة والسبوبة والإنفاق على المزاج.
هؤلاء المجرمون يجب ان يتم استئصالهم لأن تصرفهم السخيف فى منتهى الخطورة، يتسبب فى نهاية حياة طفل يلهو أمام منزله فى منتهى البراءة او سيدة تسير فى طريقها لتأدية مهمة تحتاجها أسرتها كما حدث مع سيدة طنطا التى كانت فى طريقها لمكتب الشئون الاجتماعية لاستكمال أوراق مطلوبة منها، وللأسف دخلت فى غيبوبة وهى بين الحياة والموت بسبب غياب الضمير وضعف الرقابة ورخاوة العقاب.
مطلوب تشديد العقوبة على من يرتكب جريمة سرقة أغطية البالوعات، لأنه يتسبب فى سلسلة أزمات ومشاكل، وكذلك حساب من تباطأ فى التعامل مع الموقف واعتبره أمراً هيناً.. وأقول له تخيل أن من يقع فى هذه البالوعة المفتوحة ابنك أو بنتك.. هل كنت ستقف هكذا ولا تتحرك ولا تهتم وتمر الكارثة مرور الكرام؟!
أيها السادة يجب أن تكونوا أكثر إيجابية، ويجب أن نتعلم الدرس وألا نلدغ من نفس الجحر مئات المرات، ويجب أن تتوقف مهزلة (الموت المجاني) التى تقع كل فترة ولا حياة لمن تنادى.