رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

قبل خمسة وعشرين عاماً، وفِى غمرة احتفالنا بالعيد العشرين لانتصارات السادس من أكتوبر، أعز وأغلى الأيام فى ذاكرة التاريخ المصرى، انطلقت قناة «النايل تى فى» أول قناة تلفزيونية فى المنطقة العربية ناطقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

 كان الاحتفال بإطلاق القناة الدولية المصرية يليق بالذكرى العشرين لاحتفالات السادس من أكتوبر، يوم الفخار الأعظم الذى حقق فيه الجيش المصرى أروع انتصار وأزاح عن صدر الأمة عار النكسة التى لحقت بها فى عام ١٩٦٧.

وقد أمكن تحقيق هذا الانتصار الذى يشبه المعجزة، بفضل الإرادة الصلبة والعزيمة التى لا تلين لأبناء قواتنا المسلحة الذين بذلوا العرق والدماء والأرواح الغالية فداء لوطنهم.

 وكانت ملحمة عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف الحصين أشبه ما تكون بالمعجزة التى حققها جيش مصر الذى لم يبال بكل التحذيرات التى كانت تقول باستحالة عبور القناة فى ظل وجود الاستحكامات الإسرائيلية التى تشمل أنابيب النابالم، وقاذفات اللهب، والساتر الترابى الذى تغوص فى رماله أى مركبات حربية، هذا فضلاً عن الألغام الأرضية ونيران الطائرات، كل ذلك لم يؤثر فى عزيمة الرجال وصلابتهم فاقتحموا المحال وحققوا أغلى انتصار.

واستلهاماً من روح أكتوبر، كان الإعلام المصرى يقوم بأعمال تفوق ما كان لديه من إمكانيات، ولكن بفضل روح التحدى التى غرستها حرب أكتوبر المجيدة وخاصة بين الشباب، أمكن تحقيق الكثير من الإنجازات، وبينها إطلاق قناة «النايل تى فى» التى احتفلنا، مؤخراً، بيوبيلها الفضى.

 كانت مهمة إنشاء هذه القناة عسيرة. أولاً؛ لأنها قناة غير مسبوقة فى الإعلام المصرى، ومعنى ذلك أنه لا يوجد قالب يمكن محاكاته عند إنشاء القناة. كما أنه لا يوجد مخزون برامجى يمكن الاستعانة به لشغل ساعات الإرسال. وترجمة ذلك أن كل ما يشاهد على شاشة هذه القناة هو من ابتكارها وصنع أبنائها. وكل من له دراية بصناعة التليفزيون يعلم مدى صعوبة تحقيق ذلك خاصة فى ضوء ضعف الإمكانيات المتاحة من كاميرات وأجهزة مونتاج إلى آخره من مطالب هندسية.

وفِى الجانب البرامجى تمثلت المشكلة الكبرى فى توفير الشباب المؤهل والقادر على التواصل لغوياً وثقافياً مع العالم الخارجى.

وتعود بى الذاكرة ربع قرن من الزمان، وأذكر أننا افتتحنا القسم الإنجليزى من القناة بمذيعين اثنين هما نسرين بهاء وأيمن صلاح، وكانت أول مهمة كلف بها إجراء حوار مع السيد رئيس الدولة عند افتتاح القناة. وقد أديا المهمة بنجاح باهر رغم انعدام خبرتهما. وبعد الافتتاح، اجتذبت القناة العديد من الشباب الذين يتقنون الإنجليزية أو الفرنسية كأهلها تماماً، الأمر الذى سهل من مهمتنا. ومع تزايد ساعات البث التجريبى اتيحت الفرصة لتدريب الشباب على فنون العمل التليفزيونى، وقد شارك فى التدريب مجموعة من العاملين فى البرنامج الأوروبى فى الإذاعة والتليفزيون، وبينهم الأساتذة محمد اسلام ورؤوف حافظ ومها توفيق والمخرج الراحل محمد شبل. وفِى الجانب الفرنسى قامت مجموعة أخرى بالتدريب وبينهم المذيع الراحل نيقولا بركات ومسيو جاك ومدام مونيك وآخرون ولهم جميعاً الشكر والتقدير.

خرجت القناة وأثبتت وجودها باقتدار على الساحة الإعلامية، ولكن بقيت أمامها مهمة صعبة لم تجتزها حتى الآن، وهى الوصول إلى المشاهد الخارجى. فمساحة التغطية المتاحة محدودة بحدود القمر.

المصرى نايلسات، وزيادة رقعة التغطية يحتاج إلى استئجار مساحات على أقمار أخرى، وإبرام اتفاقيات مع الدول المعنية وخاصة فى أفريقيا وأوروبا وأمريكا؛ حيث توجد لنا مصالح حيوية. إن رعاية هذه القناة الفريدة وإتمام رسالتها ينبغى أن تكون له أولوية مطلقة لدى الإعلام المصرى.