رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

يومًا بعد يوم، تشير الأنباء الواردة من تونس إلى أن حركة النهضة الإسلامية، التى توصف هناك فى العادة بأنها تمثل اخوان تونس، تتصرف كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة والبرلمان القادمة، بطريقة تحقق مصالحها السياسية هى، بصرف النظر عما إذا كان سعيها نحو تحقيق مصالحها هذه.. وهو سعى مشروع على كل حال.. سوف يحقق صالح البلاد عمومًا، أم أنه سيكون على حسابها؟!

فهى تدعم رئيس الوزراء الحالى، يوسف الشاهد، بشرط لا تريد التنازل عنه، ولا الفصال فيه، ولا المساومة حوله.. هذا الشرط هو أن يعلن الشاهد منذ الآن، وبشكل واضح، رغبته فى عدم الترشح فى انتخابات الرئاسة التى ستجرى فى نوفمبر من العام المقبل!.. وهو شرط فى غاية الغرابة كما ترى، لأنه أولًا يسلب من يوسف الشاهد حقًا دستوريًا، دون أى مُسوّغ، ويمنعه من ممارسة حقه فى الترشح، الذى يجب أن يتمتع به مثله مثل أى مواطن، مادام الطريق أمامه يخلو من أى مانع قانونى يمنعه، أو يُقصيه بعيدًا عن السباق، ولأن الشرط ثانيًا يظل شيئًا غير مضمون عمليًا فى الغد، وكذلك بعد غد، فضلًا بالطبع عن أن يكون مضمونًا بعد عام وأكثر من الآن حين يأتى موعد الانتخابات!

فمن الوارد جدًا أن يُبدى الشاهد نية عنده فى عدم الترشح، وأن يفعل ذلك تحت ضغوط حركة النهضة التى يرأسها الشيخ الغنوشى، فإذا جاء موعد فتح باب الترشح، تقدم بأوراق ترشحه!.. ولا أظن أن أحدًا من حقه وقتها أن يلومه على شيء!

والنهضة لا تكتفى بهذا، ولكنها تقول إن ما ينطبق على الشاهد، ينطبق بالضبط على كل وزير فى الحكومة، وتقول إن على كل وزير منهم يرغب فى طرح اسمه فى الانتخابات، أن يستقيل من منصبه منذ الآن، ليتفرغ لعملية ترشحه مبكرًا!

وهذا بدوره شرط آخر غير مفهوم، وليس له مبرر، ويبدو وكأنه لغز من الألغاز!

وبسبب هذا النوع من الأداء السياسى لحركة الغنوشى، سقط التحالف السياسى القائم بينها وبين حركة نداء تونس، التى أسسها الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى، ورأسها منذ التأسيس قبل خمس سنوات، وفاز من خلالها فى انتخابات البرلمان والرئاسة التى جرت عام ٢٠١٤!

فالرئيس السبسى لا يعجبه أداء حكومة الشاهد، ويريد تغييرها أو إجراء تعديل فيها، وهذا حقه، ولكن النهضة تقف فى طريقه بكل قوة، وترفض تغيير الحكومة، وترفض التعديل فيها، والرئيس فى ذات الوقت لا يستطيع التصرف بمفرده، لأن حركة الغنوشى شريك أساسى فى الحكومة، وليس من الممكن تجاهلها، ولا من الممكن اتخاذ قرار فى شأن الحكومة دون مشاورتها!

فماذا كانت النتيجة؟!

كانت أن التحالف السياسى بين الحركتين.. النداء والنهضة.. انفض، ثم كانت أن البلاد قد لا تتحمل سياسيًا عواقب هذا الفراق، الذى تم بناء على طلب من النهضة، وبناء على رغبة لديها!

وليس أمام الشيخ الغنوشى والحال كذلك، إلا أن يلتفت إلى أن صالح الأوطان، لا بديل عن أن يعلو على كل ما عداه!