عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بعد ثورة يناير وتداعياتها المختلفة وما أثرت به سلباً أكثر منه إيجاباً على الواقع المصرى وعلى الحياة الثقافية والفنية والسياحية وتلك القوى الناعمة التى هي مصدر الفخر ومصدر القوة الحقيقة لمصر الماضى والحاضر والمستقبل نجد أن العديد من المهرجانات قد فقدت الصفة الدولية لأنها لا تعقد فى موعدها ولأن الظروف المحيطة وحالة الفوضى التى سادت المجتمع منعت الدول من المشاركة الجادة والفعالة مثل مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان الكتاب ومهرجان المسرح التجريبى وكذلك مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط وقد أتي وعقد بعد مهرجان الفخامة والوجاهة والشياكة والأنوار المتلألئة لأصحاب المال والجاه الذين استطاعوا بنفوذهم وأموالهم وعلاقتهم الدولية استضافة نجوم أجانب ونجوم ونجمات مصر ووضعهم فى حضّانة سياحية ومزرعة معقمة من السحر والجمال والنظافة والنظام فى قرية الجونة على شواطئ البحر الأحمر ولكأنهم يعيشون فى كوكب مصر المثالى البعيد عن التلوث والضوضاء وعن الزحام وعن الناس العادية الشغيلة الذين يملئون شوارع وحوارى وضواحى وقرى مصر.

ولذا فإن الجونة مهرجان الناس اللى فوق قد جذب النجوم والنجمات الشباب وأيضاً مصممي الأزياء ومصففي الشعر والمجوهرات والشيء لزوم الشيء وكتب كل من كان ضيفاً كريماً على آل الثروة والجاه وأشادوا وصفقوا بهذا الحدث السياحي وليس الفني من أجل إنعاش السياحة الأجنبية ومن الترويج الاستثماري لمصر لدرجة أن وزيرة الثقافة حضرت بذات شخصها هي والمحافظ، أما مهرجان الإسكندرية برئاسة الكاتب والمقاتل أمير أباظة, فإن حظه قليل من التمويل ومن النجوم الجدد ومن السادة المسئولين فهذا مهرجان سينمائي لأفلام روائية طويلة وقصيرة وتسجيلية من دول البحر المتوسط و من الدول العربية ومن مصر وفي تكريم لرموز الفن المصري بداية من نادية لطفي إلى محمد فوزي إلى سينما جمال عبدالناصر وتكريم نقاد ونجوم مثل الفيشاوي الكبير والناقدة ماجدة موريس وعرضت أعمال متميزة من بلدان مشرق أوروبا وفرنسا وإسبانيا وفلسطين وسوريا.

ومع هذا لم تحضر وزيرة الثقافة حفل الافتتاح ولم تتبار القنوات الخاصة لتغطية الفاعليات ولم تطل علينا وجوه شباب السينما والدراما ولم يكلف نجم غنائي أو نجمة نفسهم بأن يحيي حفلاً غنائياً تذهب حصيلته إلى خزينة المهرجان الخاوية ولكن الجديد أن الشباب والمصريين العاديين شاركوا في الندوات والعروض ببساطة وعفوية وجدية سعياً إلى الفن وإلى المعرفة وإلى التواجد على شواطئ عروس البحر الأبيض المتوسط الإسكندرية.. وكانت وجوه الشباب مع خبرة عمالقة السينما والإخراج والتصوير والتمثيل من الزمن الراقي الصادق الجميل تشكل لوحة فنية وقصة سينمائية عن إمكانية الأمل وعودة مصر إلى الريادة وإلى التميز في زمن القبح والمال... إنها الإسكندرية كمان وكمان.