عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

مع حلول ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، الحرب التى غيرت مجرى التاريخ الحديث باعتراف العالم أجمع, لا تجد الفضائيات المصرية بديلا عن عرض أحد الأفلام التى حفظها الجمهور عن ظهر قلب، ورغم اعتراف الجميع بأن هذه الأعمال لا ترقى انتاجيا وفنيا للتعبير عن حجم المعجزات التى حققها أبطال الجيش المصرى فى هذه المعركة، الا أن المنتجين سواء فى القطاع الخاص أو الدولة لا يتحركون لصناعة أفلام أخرى أكثر احترافية توثق هذا النصر العظيم ليخلد ويوثق للأجيال التى لم تعش الحرب.

إن حرب أكتوبر لم تأخذ حقها فى إبرازها بكافة المجالات, ولم تستطيع السينما تقديم اعمال تليق بهذه الانتصارات التى كتب عنها التاريخ وسجلت بحروف من نور.. أين الأعمال الفنية من ملحمة العزة والكرامة؟.

6 أفلام فقط تعد أشهر ما أنتج عن حرب أكتوبر وهى بالتأكيد غير كافية ولم تكن معبرة بشكل كافٍ عن الحدث وكلها غير لائقة بحرب لها قيمة حربية عالمية، ولم تنقل هذة الأعمال الفنية قيمة الإنتصار الحقيقية.

معظم الأعمال الفنية من مسلسلات تليفزيونية وأفلام سينمائية التى ناقشت حرب أكتوبر 1973 للاسف كانت تجارية وتم إنجازها فى وقت قصير ليتم إنهائها سريعا لمجرد لحاق الحدث وإثبات الوجود, بالإضافة إلى أنها كانت تتحدث بشكل طفيف عن الحرب والجزء الأكبر منها يتناول قصة عاطفية، وهذا لا يحدث مقارنة بالسينما الأمريكية التى أنتجت أفلاما عن الحرب العالمية كانت تناقش الحرب بشكل كامل والحب والرومانسية تأتى فيها بشكل طفيف.

من بين هذة الافلام «الطريق إلى إيلات» و«حتى آخر العمر» و«الرصاصة لا تزال فى جيبى» الذى كان آخر ما أنتج عن حرب أكتوبر عام 1974, 34 عاما كاملة امتنع خلالهما المنتجون عن إنتاج المزيد من أفلام تكون أكثر تطورا عن حرب أكتوبر, ولم يقدم صناع المسرح المصرى سواء مؤلفين أو مخرجين أى تجارب مسرحية عن أكتوبر، ولا نعرف فى أرشيف المسرح المصرى غير مسرحية واحدة كتبها الراحل على سالم بعنوان «أغنية على الممر» قبل الحرب تتناول بطولات منسية تتمثل فى صمود الإنسان المصرى، وصلابته، برغم ما حدث من هزيمة, ونال العمل شهرة أكثر فى السينما بعدما حوله الكاتب مصطفى محرم لفيلم سينمائى حمل نفس الاسم وأخرجه على عبد الخالق عام 1972 والغريب أن الإسرائيليين يتمتعون بإحساس وطنى دون مقابل عكس المبدعين المصريين، هم انتجوا بالفعل الكثير من الأعمال السينمائية والأدبية التى تبرر لشعبهم الهزيمة، وتعالج ما انكسر بداخلهم, فى الوقت الذى ينتظر المبدعون أموال الدولة لإنتاج عمل وطنى مكتوب كان أو مصورا، وإذا لم تفعل فالإرادة السياسية غير متوفرة.

وحديث الافتقار إلى المعلومات مردود عليه. فالقوات المسلحة أفرجت عن 20 قصة عن مواقع وبطولات أكتوبر، ولم يقدم أى مبدع على الاستعانة بها لتحويلها إلى سيناريو وينتجها فيلما أو مسلسلا، ورغم أن المبدعين المصريين يتابعون حركة السينما العالمية، فإنهم لم يتوقفوا عند فيلم مثل «أطول يوم فى التاريخ» الذى يحكى قصة مدفع, وعندنا قصة عن هدم خط بارليف التى ما زالت تحير العالم حتى الآن. فمتى نعى قيمة الملحمة العسكرية ونسعى لتوثيقها بالطريقة الصحيحة، أم أننا سننتظر للعام القادم لنردد نفس السؤال؟

 

 ‏[email protected]