رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ما زال التصعيد بين الطرفين الروسى والأمريكى وحلفائهم فى ظل الأزمة  السورية مستمراً، متخذاً أشكالاً متعددة ورؤى شتى، الكل مصر على أخذ الجزء الأكبر من الكعكة السورية، كل واحد فيهما لديه نقاط قوة وضعف يتم ترجمتها بشكل فعلى على أرض الواقع، على مدى السبع سنوات الماضية مستعرضاً كل منهما قواه، لتأمين مصالحه على المدى البعيد، مع تقديمهما الدعم اللازم لكل طرف سواء أكان عبر الغطاء السياسى أو العسكرى، مستخدمين ما استطاعوا من نفوذ لتحقيق مصالح سياسية وغايات بعيدة المدى على مستوى التواجد العسكرى أو المصالح الاقتصادية فى سوريا من استثمار لنفط وغاز مع الانتباه إلى أن الطرف الذى يدعمه الأمريكى إسلاموى بامتياز، وبالطبع هو نقيض الموقف الروسى على طول الخط.

جميعنا يعلم أن أمريكا فى عهد باراك أوباما وإدارته اعتمدت بشكل كبير على الأكراد و«قوات سوريا الديمقراطية»، فقدمت لها الدعم اللازم على اعتبار أنها أكثر الفصائل الموجودة تناسب «علمانية» الولايات المتحدة التى تتظاهر بها (علمانية المصلحة الأمريكية) لتقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة والذى وقف أمامه الوجود العسكرى الروسى الذى يتعامل سياسياً مع حكومة دمشق وليس الأكراد،  وكان لافتاً  بعد ذلك محاولة دونالد ترامب عند استلامه السلطة البحث عن فصائل «معتدلة» يعول عليها، ولكنه اكتشف حقيقة مفادها أن أقل الفصائل المسلحة السورية تطرفاً تتبع الأيديولوجية الإسلاموية وتشكل صلب عقيدتها. على الجانب الآخر نجد أن الروس نجحوا فى أن يكونوا معادلة ردع جديدة فى الشرق الأوسط، وفى الساحل الشرقى للمتوسط خصوصاً، بإقامة القاعدة الجوية فى اللاذقية وأنظمة الدفاع الجوى الحديثة التى لم تكن موجودة سابقاً s300 وs400.

إلى جانب أهمية استعادة روسيا لدورها السياسى على الصعيد الدولى والإقليمى، لذلك قد يتبادر إلى الأذهان سؤال منطقى وواقعى، على ماذا سيحصل الأمريكى فى المنطقة فى ظل ضعف القدرات القتالية العسكرية للقوات التى تقاتل تحت مظلتهم فى الشرق السورى ما يسمى بـ «جيش مغاوير الثورة» وقد بدا واضحاً أن القيادة السورية لن تسمح للأمريكى ببسط نفوذه فى دير الزور وتشاطرها فى ذلك الدولة الإيرانية التى تقدم كل الدعم لمنع الأمريكى من تحقيق هدفه، فطموح الأمريكى كبير، لكن أدواته على الأرض صغيرة نسبياً لا تكفيه لتحقيق هذا الطموح، وما تحاول واشنطن فعله من تقطيع للمحور الجديد الذى بدأ بالظهور فى الشرق الأوسط.

ولكى نفهم حقيقة الصراع الروسى الأمريكى داخل سوريا ينبغى أيضاً أن نفهم طبيعة الصراع بينهم فى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وحتى أفريقيا، لكى نستطيع الربط ما بين نقاط الصراع، فروسيا تدرك أن سقوط الاتحاد السوفيتى كان بسبب التدهور فى النواحى الاقتصادية، وأنه يجب الاهتمام ببناء قوة اقتصادية كبيرة، مستغلا كون روسيا تملك أعلى احتياطى من الغاز فى العالم، وبدأت بإمداد أوروبا بالغاز عبر شبكة أنابيب تمر عبر أوكرانيا وبيلاروسيا، ولكن حصل خلاف، وفى ظل حكومة أوكرانيا الموالية لأمريكا. إلى جانب أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر سوريا هى قلب الشرق الأوسط ولابد من السيطرة عليها من أجل إقامة نظام عالمى يبقيها فى الريادة ولا يسمح بصعود أى قوة منافسة لها، كما أنها تدرك بأن من يسيطر على سوريا يمكنه التأثير على العراق وتركيا ومصر، والتى تشكل سوريا نقطة التقاء بينهم، ومن يسيطر على هذه النطاقات الجيوسياسية الثلاثة يمكنه التأثير بالشرق الأوسط، لذلك إن ما يحصل فى سوريا من تنافس بين الولايات المتحدة وروسيا ما هو إلا امتداد لتنافسهما الدولى الأشمل حول العالم، ومن خلال كل ما سبق أجد أن المعتقدين فى تحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها فى الغرب بالنسبة للشأن السورى واهمون، ومهما تغيرت أسماء المسئولين فى إدارات الدول المختلفة، يبقى الوضع على ما هو عليه، وعلى المتضررين اللجوء إلى أجهزتهم الاستخباراتية لتدبير عمليات فى الخفاء، فقد خدعوك.