عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يبدو حادث المنصة الذي وقع في إقليم الأحواز الإيراني أول هذا الأسبوع، وكأنه دعوة الى الحكومة في طهران، لعلها تعيد النظر في موقفها من الرئيس «السادات»!

فالحادث كان هجوماً على منصة لعرض عسكري دعا إليه الحرس الثوري الإيراني، الذي نشأ وقت قيام الثورة الإيرانية في فبراير ١٩٧٩، وكان ولايزال جيشاً موازياً أرادته ثورة «الخميني» جيشاً خاصاً بها، إلى جوار جيش البلاد الأساسي الموجود من أيام الشاه محمد رضا بهلوي!

وفي السادس من أكتوبر ١٩٨١، وقع حادث المنصة الشهير الذي أودي بحياة «السادات»، وأوقع قتلى ومصابين تصادف وجودهم مدعوين في عرض عسكري سنوي، كان رئيس الدولة يدعو إليه في موعده من كل عام، منذ نصر أكتوبر ١٩٧٣، وكان قد جاء في ذلك اليوم ليشهده مع ضيوفه من الشخصيات المصرية والعربية!

وكان خالد الاسلامبولي، الضابط في الجيش وقتها، هو العقل المدبر في العملية، وهو الذي قاد الهجوم، وهو الذي دبر، وفكر، ونفذ، وأطلق الرصاص على بطل النصر!

وقد ذهب إلى العدالة بعدها، مع رفاق له شاركوه في العمل الدموي، وحصل كل واحد فيهم على العقاب المستحق، بعد محاكمات دامت فترة طويلة!

وبدلاً من أن يخرج بيان من العاصمة الإيرانية، يُدين ما جرى في حق الرئيس «السادات»، وفي حق الذين لقوا مصرعهم أو أصيبوا من بين الضيوف، بأشد العبارات، فإن حكومة الثورة هناك قررت اطلاق اسم «الاسلامبولي» على شارع رئيسي من شوارع طهران!.. وكان المعنى أنها تؤيد الاعتداء على حياة رئيس مصر، بل وتحتفي بالرجل الذي نفذ وقاد الاعتداء!

وكانت هذه هي المرة الأولى، أو من المرات النادرة، التي تحتفي فيها دولة بشخص اعترف بنفسه في أثناء المحاكمات، بأنه قاد الاعتداء على الموجودين في المنصة، وفعل كذا وكذا، وبالتفصيل!.. ولم يكن أحد يتصور أن تصل كراهية حكومة «الخميني» في خصومتها مع «السادات»، إلى هذا الحد الذي يتنافى مع كل عقل سليم، ويناقض كل منطق يتسق مع طبائع الأمور!

وقد بقيت العلاقات بين القاهرة وطهران، مقطوعة أو شبه مقطوعة، وفي كل مرة كانت تتجه الى التحسن، كانت تعود الى نقطة الصفر من جديد، وكانت هناك أسباب كثيرة وراء ذلك، غير أن تمسك الإيرانيين بوجود اسم «الاسلامبولي» على الشارع الذي يحمل اسمه، كان من بين أقوى الأسباب!

وربما يؤدي حادث الأحواز الى اقتناع حكومة الرئيس «روحاني»، بأن ما ارتكبوه في حق «السادت» كان خطأ لا يجوز، وأن عليهم ليس فقط رفع الاسم من الشارع، وإنما أيضاً الاعتذار!.. وإلا.. فهل تقبل إيران رفع اسم واحد من الذين نفذوا اعتداء الأحواز على شارع من شوارع القاهرة؟!.. هذا هو السؤال!