عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

تخيلوا بعد 30 سنة زواج الهانم زوجتي تتهمني بأنني بخاف من الفئران، وتدعى أنني منذ أن علمت بوجود الفأر فى البيت أصبحت أكثر توتراً، ولا أنام جيداً، وأشعل أنوار الشقة، وأفتح التليفزيون طوال الليل لكى يخاف الفأر من صوته، حاولت أن أنفي عن نفسي هذه التهمة السخيفة، وأكدت لها أننى «بقرف» من الفئران، وجسمى بيقشعر، ولا أحب أن أراها لا حية ولا ميتة، الهانم تمسكت برأيها، وتحدتنى قائلة: طيب ورينا كده كرامة وادخل المطبخ واقفل عليك وعليه الباب واقتله، كأنني أحد أولياء الله الصالحين، وأصبحت مطالباً بأن أظهر كرامة.

بعد 30 سنة خدمة زوجية، الهانم تريد أن تجعل منى مجرماً، وقاتلاً، بعد أن قاربت على الستين من عمري أصبحت مطالبا بأن أمسك عصا وأبحث عن فأر، ماذا لو قفز في وجهي، أو دخل فى ملابسي؟، كيف يطاوعني قلبى وأنا أضربه حتى الموت؟، كررت عليها بعضاً مما سبق وقلته: أنا بقرف، وجسمى بيقشعر منها، ولست خوافاً أو هياباً أو جباناً أو هلوعاً.

للأسف ضحكت بسخرية شديدة، وذكرتني بواقعة جرت منذ عشرين سنة: دخلت قطة صغيرة جدا(قطيطة) الشقة، واختفت أسفل كنبة الأنتريه، طلبت منى أن أمد يدى تحت الكنبة وأسحب القطة وأرميها خارج الشقة، قلت لها آنذاك: ولماذا لم تفعلي أنت هذا قبل أن أعود؟، ولماذا انتظرتِ عودتى؟، ورفضت بالطبع أن أمد يدى فى فراغ مظلم مجهول، واتصلت بالنجدة، وللأسف، مثل جميع المصالح الخدمية المتردية فى البلاد، لم ترد، واتضح فيما بعد أن الرقم كان لخدمة التلغراف، وقد ساق لنا الله فى حينه وتاريخه أحمد ابن أم أشرف البوابة، عمره 7 سنوات، وبفضل الله نجح الولد فى خفض حالة التوتر القائمة فى البيت، مد يده بكل بساطة وهدوء فى الفراغ المظلم المجهول، وسحب القطيطة من قفاها، ولدع منى عشرة جنيهات ونزل.

حرمنا المصون لم تنس هذه الواقعة، وخزنتها فى ذاكرتها، واستدعتها أمس لكى تؤكد اتهاماتها المغرضة التى تشبه التحريات غير المستندة على أدلة قطعية الثبوت والدلالة: بأننى بخاف من الفئران.

بعيداً عن هذه المهاترات والاتهامات القائمة على أجندة مسبقة وأيديولوجية مغايرة ومضادة، أؤكد لكم أننى  من عائلة وسطية: بـ«تئرف» من الفئران، وجسمها بيـ«أشعر»، ومن عاداتها المتأصلة بأفرادها منذ مئات السنوات، عندما يشاهد أو يسمع أحد أفرادها عن وجود فئران يقفز فى الهواء، ليس خوفاً أو جزعاً أو رعباً، بل تحسباً لعدم دخول الفأر ملابسه، والدي رحمة الله عليه كانت لديه حساسية عالية جدا من الفئران، وكان بيئرف بشكل مبالغ فيه، وكذلك والدتي، وإخوتي الأكبر والأصغر منى، وقيل إن جدى لوالدي الحاج بسيونى، كان بيئرف من الفئران وجسمه بيقشعر وينط فى الهواء، وأتذكر جيدا عمى كامل ألف رحمة ونور عليه، كان فجأة وبدون مناسبة يقفز على الكرسي أو الكنبة، وينطر جلبابه، ويتنطط ويقول: أوعى الفئران.

على أية حال، البحث مازال جارياً عن الفأر الذى يرابط فى المطبخ، وننتظر أن يمر على اللزق ليأكل الطمطماية، والله المستعان.

[email protected]