رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

الهدف الأسمى للحج هو الوصول إلى إتقان قوله تعالى «ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».

بعد مرور 20 يوماً وجدت بعض الملاحظات التى يجب أن نركز حولها الأضواء:

الأولى: تلاحظ دك الكثير من الجبال المحيطة بالكعبة، إما للتوسعة أو بناء فنادق خمس نجوم فى إشارة واضحة لنبوءة الرسول الكريم الذى لا ينطق عن الهوى.

الثانية: لأول مرة أشاهد هذا السيل العرم من البشر الذى تنبأ صلى الله عليه وسلم أيضأ بأنهم كغثاء السيل لا ينفعون بل يضرون بشر 90% منهم يجيد باحتراف سياسة البصق على الأرض و80% منهم لا يدركون ما يفعلون أى استخدام سياسة تحفيزية ضد أهل أولى الألباب و70% منهم مسلمون بالهوية يطبقون بكل كفاءة أشداء فيما بينهم رحماء على غيرهم. 

هذا العدد من البشر الذى شاهدته أثناء أدائى لمناسك الحج لو قدر أن يكون تحت قيادة أى قائد من أنصاف القواد لسيطر على العالم.

ثالثاً: كنت دائما أمتعض من عدم ذهاب شباب مصر بالعدد المناسب مقارنة بشيوخ وعواجيز أهل مصر، ولكن فوجئت على أرض الواقع بأن الله قدر ذلك رحمة بنا نحن أهل مصر الذين نتمتع دون غيرنا والحمد لله بتطبيق شريعة الإسلام السمحة أجيالاً وراء أجيال، فلو ذهب شباب مصر بالعدد الملائم للحج أو حتى للعمرة لتعرضوا لفتنة كبيرة قد تعصف بتمسكهم بالإسلام وانضمامهم لأكثر من 4 ملايين ملحد لكن الحمد لله أن شيوخ وعواجيز مصر هم الذين يسافرون للحج والعمرة، حيث يتمتعون بقدرة على تحمل الشدائد ومواجهة قلوب وعقول قاسية ومعوجة كأمثال أبولهب وأجياله المتتابعة.

وعليه فإن مصر بأزهرها وعلمائها مطالبون الآن أكثر من أى وقت مضى بمحاولة احتواء حالة الإضمحلال الفكرى الدنيوى والدينى معاً لشعوب العالم الإسلامى وهو دور لا يمكن أن تقوم به أى جهة أو مؤسسة أو حتى دولة غير مصر بعلمائها وأزهرها.

رابعاً: عشت عمرى غارقاً فى دهشتى من دعوة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام لهذا المكان ولأهله بالأمن والأمان ورغد العيش رغم أننا نشاهد حالة الاستعلاء والغرور التى تنتابهم أدركت أن سيدنا إبراهيم تمنى وجود مصر التى رآها فى هذا المكان، مصر التى أنعم الله عليها بنعمتين هما أصل الحياة نعمة رغد العيش ونعمة الأمن والتى استمرت معهما بفضل الشكر والتوحيد الذى تميز به المصريون وهو ما يفسر قول إبراهيم فى نهاية الآية «لعلهم يشكرون»، هنا الربط الحقيقى فعندما لم يشكر المصريون الرب على هذه النعم ولم يستغلوا هذه النعم فى سبيل طاعة الله، لاحظ أنهم لم يوجهوها لصالح أعداء الدين أو منع إقامة حضارة على أرضهم مكتملة الأركان لا تقوم على مورد واحد فقط أو توجيهها نحو الانحراف الخلقى برغم كل ذلك دعا عليهم سيدنا موسى فى سورة يونس «وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ» (88).

فهل ستحقق دعوة موسى على أرض أخرى خاصة وأن الأصل وهى مصر التى اختصها الله بجعلها خزائن الأرض والصورة المثالية التى رأها سيدنا إبراهيم وطلب من الله أن تتكرر فى أرض أخرى جاء موسى فطلب من الله أن يطمس على أموالهم فكيف بالصورة أو التقليد هل تحتاج إلى موسى للدعاء عليهم؟ أعتقد لا لأنه طلب من سيدنا إبراهيم استمراره مرتبط بالشكر وهو ما لم يحدث.

قد يكون كلامى مؤلماً وغير متوقع للكثيرين ولكنى بعد أن شاهدت رأى العين وبتدبر أؤكد أنه لا توجد سيناريوهات للمنطقة العربية مستقبلاً ولكن هو سيناريو واحد فقط يجب أن نستعد له من الآن.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام الاجتماعى