رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

حقيقة، أعلن السياسى اليمنيى المُتطرف رئيس حزب الحرية الهولندي «خيرت فيلدرز» عن إلغائه مسابقة الرسوم المسيئة للرسول التي كان يعتزم إقامتها داخل أروقة البرلمان الهولندي، وذلك عقب (انتقادات حادة لحكومة بلاده من دول إسلامية مختلفة اسلامية فى العالم - إثر  تلقيه تهديدا بالقتل فى هولندا - مُظاهرات ضد بلاده فى باكستان) وتعلل فيلدرز بأن قرار الغاء المسابقة جاء بسبب تلاشى حدوث أعمال عُنف، بتكرار احد تصريحاته التى يُقرن فيها الدين الاسلامى بوصفه «العُنف الإسلامي».

فى الوقت ذاته، نأت الحكومة الهولندية بنفسها عن مسابقة الرسوم المُسيئة، غير ان الواقع يكشف عن أن فيلدرز  مُستمر فى الاساءة للإسلام والمسلمين، حيث قال فى الوقت الذى كادت أزمة تشتعل فى هولندا بتفجر حالة من الغضب فى أوساط الجاليات الاسلامية: «لن أوقف حملتي الشخصية ضد الإسلام، لكن الخطر على الأبرياء بالإضافة لخطر شن هجمات على هولندا بسبب المسابقة المقترحة كبير جدا».

أما رئيس الوزراء الهولندي «مارك روتا» فقد قال ان المسابقة التي يعتزم فيلدرز تنظيمها تفتقر للاحترام وإنها استفزازية، مؤكدا في الوقت نفسه تأييده لحُرية التعبير.

من ناحيته، شدد وزير الخارجية الهولندي «ستيف بلوك» على أنه لا علاقة لحكومته من قريب أو بعيد بالمُسابقة المذكورة.

وفى مصر طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب، حكومة هولندا، باتخاذ موقف «حازم» تجاه البرلماني المناهض للإسلام خيرت فيلدرز، ردا على دعوته السابقة لتنظيم مسابقة كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

وأثناء استقبال الطيب لسفير هولندا بالقاهرة في مقر مشيخة الأزهر قال إن: «حرية الرأي والتعبير لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مبررا للإساءة إلى الأديان والمُعتقدات». أما تأكيد سفير هولندا لدى القاهرة، خلال اللقاء «احترام موقف الأزهر من هذه المسابقة، وحرص بلاده على احترام مشاعر المسلمين في العالم». ما هو الا تصريح دبلوماسى لا يزيد على كونه مُجاملة سياسية.

بيان الأزهر الذى صدر عقب زيارة السفير الهولندي جاء فيه: إن «حضوره - السفير الهولندي - إلى المشيخة يأتي في إطار توضيح موقف بلاده الرافض للإساءة للإسلام والمسلمين باعتبار أن الأزهر هو أكبر مرجعية إسلامية في العالم».

من جانبها، أعلنت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان في منظمة التعاون الإسلامي إدانتها لـ«فيلدرز». وقالت الهيئة إن نطاق حرية التعبير ليس مطلقاً كما هو منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والأهم من ذلك أن المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تنصان بوضوح على أن حرية التعبير ليست حرية وحقاً مطلقاً، حيث تقتضي ممارستها واجبات ومسئوليات خاصة، لضمان التماسك المجتمعي وكذلك احترام حق وسمعة الآخرين.

إلى هنا تبقى القضية فى اطار «آفة الصحافة» اليميني السياسي المتطرف أعلن عن اقامة مسابقة للرسوم الكاريكاتورية فى وسائل الاعلام، وجاءت أيضاً عمليات الرفض والإدانة فى الصُحف العربية بالدول الإسلامية، وباستثناء لقاء شيخ الأزهر سفير هولندا بالقاهرة فإن العلاج الحقيقى للمشكلة غاب تماما مثلما حدث فى الأعوام السابقة، حينما انتج هذا الفيلدرز فيلما مُسيئا عن رسول الله محمد «صلى الله عليه وسلم».

المطلوب من الدول الإسلامية التحرك فى المحافل الدولية للعمل على سن قانون عالمى يمنع ويجرم مثل هذه الأفعال أسوة بقوانين الإرهاب، حقيقة هولندا نفت مسئوليتها ولكن فيلدرز مُستمر فى الاساءة للإسلام والمسلمين.

[email protected]