رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

عاد «حزب الله» ليحاول من جديد، خلق أزمة بين لبنان وبين الحكومة الكويتية، فأذاعت قناة «المنار» الفضائية كلاماً لا يليق، عن اللقاء الذي جمع بين الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، وبين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن قبل أيام!

وعندما تتكلم «المنار»، فهذا معناه أن «حزب الله» يتكلم، لأنها لسان حاله الذي ينطق باسمه، ويُروّج لأفكاره في لبنان وفي المنطقة بالإجمال!

وقد كان الأمل، ولا يزال، أن يستفيد الحزب من قضية ثارت في يونيو من العام الماضي في الكويت، واشتهرت إعلامياً بأنها: خلية «حزب الله» الكويتية.. وقيل عنها في سياق إعلامي آخر، إنها: خلية «العبدلي»! .. وفي الحالتين كانت تمثل اعتداء على سيادة دولة وعلى أمنها!

وفي الحالتين أيضاً كانت أجهزة الأمن الكويتية، قد ضبطت عدداً من المتهمين في مزرعة بمنطقة «العبدلي»، على الحدود مع العراق، وبحوزتهم أسلحة مختلفة، تراوحت بيت كميات كبيرة من الذخيرة، وبين عدد ضخم من القنابل اليدوية، والصواعق الكهربائية، والمتفجرات، والمفرقعات!

وتبين وقتها أن في الخلية عناصر تنتمي الى «حزب الله»، وأدى ذلك بالطبع الى مرور سحابة ضخمة في سماء العلاقة بين بيروت وبين الدولة في الكويت، فسارع الرئيس اللبناني، العماد ميشيل عون، الى الاتصال بالشيخ صباح، ليعيد التأكيد على أن العلاقة هي في كل الأحوال بين دولتين، وأن عبث الحزب، أو عبث عناصر منه، في حق الدولة الشقيقة، لن ينال مما بين الحكومتين في البلدين.. وكذلك فعل نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، في تصريحات صحفية قوية وقتها!

وصدرت أحكام على المتهمين في الخلية، التي كانت قد خططت لهز الأمن في الكويت، وإثارة الخوف بين الكويتيين، وتصدير صورة زائفة للخارج عن الوضع الأمني هناك!

ولكن لأن الشيخ صباح الأحمد كان وزيراً لخارجية بلاده، لعقود من الزمان، ولأنه اشتهر وقتها بدبلوماسية عالية، فإنه استطاع بهدوء يلازمه، وحكمة معروف بها، أن يتجاوز عبث عناصر الحزب، وأن يرتفع فوق سحابة الصيف، وأن يفصل بين سلوك الخلية المرفوض في حق بلاده، وبين علاقات ممتدة مع العاصمة اللبنانية قادرة بطبيعتها على احتواء ما يعترضها من أزمات صغيرة ومفتعلة على الطريق!

وبالطبع، فإن هدوء الأمير، ودبلوماسيته، وحكمته، لم تمنع كلها من اتخاذ قرار حازم في ذلك الوقت، بقطع العلاقات مع إيران بعد أن ثبت أنها تؤوي عدة أفراد متهمين في القضية!

ولا يزال الأمل قائماً في أن يدرك «حزب الله»، أنه حزب نشأ عام ١٩٨٧ ليقاوم العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، ويقف في مواجهته، وفقط، ولم ينشأ لتتجاوز عناصر منتمية إليه في حق دولة الكويت، ولا لتتطاول قناته الناطقة باسمه في حق أميرها!.. فما لهذا نشأ كحزب.. ولا لهذا تنشأ الأحزاب!