رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

الصين تعلن عن نفسها... الصين وإفريقيا... قبلة إعادة إحياء طريق الحرير... هى فلسفة اختراق الدول بالمساعدات تارة... وبالبضائع تارة أخرى... الصين تؤكد فى تحركاتها هذه أن زمن الانتشار التجارى قد انتهى بنجاح... فبضائع الصين فى كل بيت فى العالم... فى أوروبا وأمريكا قبل الدول النامية والمتخلفة... الشركات الكبرى خضعت للمارد الأصفر وهرولت للتعاقد معه وتشاركه... باختصار الصين قادمة بكل قوة... التحركات الصينية تعلن أن بكين تستعد لتوجيه ضربة قاضية لأمريكا... السياسات الاقتصادية الصينية تؤكد أن اليوان يقترب من خط النهاية على حساب الدولار واليورو... لكل هذه الأسباب وغيرها كانت زيارة الرئيس السيسى للصين... حيث إنه ذهب ضمن 52 رئيساً إفريقياً... لكن الوجود نفسه كان مهماً لأسباب عدة... فالصين تناصر القضايا العربية بشكل كامل فى المحافل الدولية... وهى شريك تجارى متميز لمصر... والتحركات الصينية تأخذ الطريق الاقتصادى منهجاً وأسلوباً... ومصر أزمتها الحقيقية اقتصادية... والخروج منها يحتاج أصدقاء حقيقيين... وتجربة الصين فى التنمية الاقتصادية تجربة رائدة... يمكن لمصر أن تستفيد منها... والصين تطرح نفسها على إفريقيا ودول طريق الحرير كشريك اقتصادى وهو ما تحتاجه مصر... وفى المبادرتين الصينيتين يأخذ الاقتصاد وتبادل السلع مكان الصدارة... وفى المبادرتين أيضا تحتل مصر مكانة ومكاناً متقدماً... فنحن نملك إمكانات يمكنها أن تخدم الخطط الصينية كما تخدم مصالحنا... فمصر هى المدخل إلى إفريقيا... ومصر يمكنها أن تتحول إلى وسيط تجارى بين الصين وإفريقيا... سواء بتجارة الترانزيت على طول سواحل البحر الأحمر والمنطقة الاقتصادية فى قناة السويس.. أو بإنشاء صناعات صينية على الأراضى المصرية لما تحتاجه الدول الإفريقية... لذلك كانت الزيارة مهمة... ولذلك كان الاستعداد طوال السنوات الماضية بشبكة الطرق... وبمحطات الكهرباء... وباكتشافات الغاز الكبرى... فالصين حينما تريد التعاون مع إفريقيا لن تساعد إلا أصحاب الإمكانات حتى تظهر آثارها سريعاً... والصين يهمها أن تساعد دولاً مستقرة وآمنة وتمتلك اقتصاداً متصاعداً... ومصر تمتلك من المقومات ما يضعها فى مقدمة الدول التى ستحصل على الدعم الصيني القادم لإفريقيا... والدعم الصينى القادم لإحياء طريق الحرير التجارى الذى يمر بمصر... والذى إن تطور سيتخذ من قناة السويس حلقة قوية وأساسية.

ما أعلنته الصين من سياسات اقتصادية يجيب عن تساؤلات كثيرة جالت بخاطر المصريين طوال السنوات القليلة الأخيرة... واهتمام الرئيس السيسى بالصين وبالشرق يؤكد أن هناك رؤية مستقبلية جيدة فى التحركات والسياسات الصعبة التى تمر بها البلاد. اللهم فافتح بيننا وبين الصين أبواب الاستثمار والتنمية.