رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

كانت وردة العائلة.. ذبلت، كانت ابتسامتهم بخفة دمها وروحها المشرقة التى تشيع البهجة حولها أينما وجدت، اختفت الابتسامة وحل مكانها جمود، ماتت روحها، وتوقفت تقريباً عن الكلام إلا فى حدود، كل من يراها من أسرتها يتحسر عليها، ويقرأ مأساة ما تعيشه فى عينيها حتى وإن لم تحْكه صبراً منها أو كبرياء، أو رغبة فى مواراة جرحها الذى جلبته لنفسها بسوء اختيارها، فقد حذرها كثير ممن حولها، قالوا إلا هذا الرجل، إنه معروف بسوء سمعته، فلم تمر امرأة ولا زميلة من تحت يده إلا وتحرش بها، معروف ببخله فلا يهون عليه كوب شاى يدعو إليه أحد من زملائه، وغيره الكثير.

لكنها لم تستمع لهم ولا لصوت العقل، استمعت لصوت قلبها، ولصوت هذا المخادع الذى استغل طيبة قلبها وأتقن عليها لعبة الحب بإبداع ممثل كبير، وكان كل ما يضع عينه عليه ثروتها التى ورثتها عن والدها بجانب ما كونته من سنوات عملها، وتزوجته، وقعت فى الفخ الذى نصبه لها بإحكام، لتعيش العذاب بعينه.

انت لست بزوج، انت لا تحترم حتى وجودى وأنا بجانبك، عينك الزائغة على أجساد النساء تقتل كبريائى، أصدقك القول ما عاد بداخلى أى حب لك، مات حبى منذ اكتشفت أخلاقك على حقيقتها ولمست اشتهاءك لكل من تراها، ولكن تبقى لى كبريائى، وها أنت انت تقتله، ألا تستحى حتى وأنا بجانبك، لماذا تزوجتنى طالما لا املأ عينك، انت تتعمد هز ثقتى بنفسى، وهذه هى نهاية مشوراى معك، والحمد لله ليس بيننا أطفال بعد لأجنى عليهم بأب مثلك، احتملت منك الكثير، بخلك على، استخسارك فى كل شىء، لم أشعر منذ تزوجتك بأنى زوجة حقيقية، منذ يومنا الأول أنفق على نفسيى وكأنى لست زوجه، بل انفق عليك أيها الزوج المقتدر الثرى، وانت تدخر أموالك، تحتفظ بها لمن، لا أعلم هل لديك خططاً مثلاً للزواج بأخريات، هل لديك عشيقات هن أهم منى لتنفق عليهن، إلا تطبق شرع الله، إلا تعرف ماذا يعنى الزواج، وماذا تعنى القوامة.

واجهته بكل ما يعتمل فى صدرها من غضب وألم، قالت له إنه بعد أن قتل حبه أجمل ما يمكن أن تشعر به امرأة تجاه زوجها، قتل شعورها بأنوثتها، قتل شعورها بانها زوجة مسئولة من رجل، فها هو ينظر إلى أموالها طمعا ورغبة، وإذا به يتطاول عليها بالسباب والألفاظ القذرة الصادمة، ويظهر لها وجها دنيئا لم تكن تعرفة، وجه «رجل بيئة» لا يحترم كرامة امرأة، وامتد به التطاول إلى تعمد إهانتها أمام الجيران، اعتقاداً أنه يكسر كرامتها، دون أن يدرى أنه وضع بنفسه حروف النهاية وأن أى رجل يهين زوجته علنا إنما يهين رجولته، ويصبح أمام الجميع دنئياً وبلا كرامة فى أعين الجميع، فالرجل رجولة، والرجولة تعنى الحكمة.. الاحترام.. ضبط النفس والتحكم فى الغضب، واحتواء المشاكل بحلها لا بتصعيدها وفضحها.

وبتعمده لإهانتها، استحالت العشرة، وطلبت منه الطلاق، فكانت الصدمة الأكبر، قال: طلب منها مبلغاً كبيراً من المال مقابل الطلاق، وإلا عليها أن تلجأ للمحاكم، وهى بنت الناس المحترمة، عليها أن تدخل المحاكم لأول مرة شاكية زوج أحبته يوما وارادت العيش معه بما يرضى الله، وبالفعل هى تنتظر الآن حكماً بالخلع.

قالت لى والدموع تنهمر بغزارة سيل غاضب: لا توجد امرأة تكره العيش الهانئ وتتمرد على حياة محترمة طيبة، وتابعت السيدة الشابة التى تجاوزت الثلاثين بقليل: فإذا كنت تبحثين سيدتى بقلمك فى أسباب عزوف الفتيات عن الزواج حتى سن العنوسة، أو أسرار تزايد الطلاق بمعدلات مروعة، فالتسمعى قصص النساء، اذهبى إلى محكمة الاسرة لترى المآسى بعينها، الرجال يتفننون فى إهدار كرامة وحقوق الزوجة، يتفننون فى التهرب من التزاماتهم، كل ما يهمهم رفع كلمة "الكرامة" فى وجه الزوجة، وهم فى الوقت نفسه يفعلون كل ما يهدر كرامتهم ويهز صورتهم، فأى كرامة لرجل تنفق عليه زوجته وهو مقتدر، وأى كرامة لرجل «مبصبصاتى» وزوجته تبذل المستحيل لإرضائه، وأى كرامة لرجل ليس قدوة محترمة لأولاده، سيدتى إنهم يحطموننا، يحطمون القوارير التى أوصاهم رسولنا بالرفق بها.. يحطمونها بكل قسوة، وينتهكون كل القيم وتعاليم الشرع، و.. للحديث بقية.

[email protected] com