رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«التاريخ يكتبه المنتصرون».. مقولة شائعة يرددها الكثيرون، وكأنها أصبحت قاعدة يستقيم عليها بناء المعرفة التاريخية، حتى صار البعض يعتمد عليها كحقيقة مطلقة، لا جدال فيها.

لكن الوقائع ربما تشير بدلالة إلى أن التاريخ يكتبه المنتصرون والأقوياء والكاذبون، كما قد يكتبه أيضًا المتوحشون والأفاقون والمجرمون والمأجورون وأصحاب النيَّات الخبيثة.. على حدٍ سواء. 

كثير من الأحداث والروايات، أثبتت بقليل من التفكر وإعمال العقل، أن التاريخ قد يتحول إلى ألعوبة بأيدي العابثين، الذين يحاولون التدليس والكذب لإخفاء جرائمهم أو إلصاقها بالضعفاء المقهورين، الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم!

إذن، ربما تكون الذاكرة «غادرة» لكل ما يحيط بنا، ولكن لا يمكننا النظر إلى المستقبل دون العودة إلى الماضي، الذي تجبرنا ذكرياته على البقاء أسرى لأحداث «عابرة» تركت بصمة غيَّرت مجرى التاريخ.

لا ندري، لماذا تبقى الذاكرة حاضرة بقوة في بعض المواقف والأحداث المرتبطة بشهر «أيلول/ سبتمبر»، الذي كان ـ على الدوام ـ ضيفًا ثقيلًا، لارتباطه بـ«الولولة» والنحيب عند العرب، منذ عصر «البابليين»؟

نعتقد أن العرب جميعًا ما زالوا يدفعون «فاتورة» تلك الأحداث التي غيَّرت مجرى التاريخ، بالدم والدمار، ضمن مقتضيات «لعبة الأمم» وتحريك «بيادق الشطرنج»، سواء أكان بيد حكام مستبدين، أو من خلال إرهابيين أفرغوا الدين من مضمونه، لتثبيت «متلازمة» الإرهاب والإسلام!! 

لقد ارتبط «سبتمبر» في ذاكرتنا المعاصرة بوصفه «أيلول الأسود» عندما شهد ذروة صراع دامٍ بين المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني في العام 1970، واستمر حوالي عامين، لينتهي بأحداث دامية في جرش وعجلون عام 1971.

ذاكرة «أيلول الأسود» ممتلئة بأحداث صعبة ومريرة، كان لها ارتباط مباشر بعالمنا العربي، بدءًا من مشهد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مرورًا باستشهاد الطفل محمد الدرة، وليس انتهاء بمقتل وزيرة خارجية السويد «آنا ليند» في العام 2003، مأسوفًا عليها، لمواقفها الإنسانية المتزنة.

ربما يكون الحدث الأبرز تاريخيًا في مصر هو ما وقع في الخامس من سبتمبر 1981، عندما أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قراراته الشهيرة بإغلاق جميع الصحف غير الحكومية، واعتقال رموز العمل الوطني والسياسي والديني ورجال الفكر، الذين تجاوز عددهم 1530 شخصًا!

تلك القرارات اعتقد السادات أنه من خلالها سيُخمد نار فتنة كانت على الأبواب بين أبناء الوطن، مع أن عملية الاعتقالات هي التي أشعلت الموقف وانتهت بمأساة اغتياله، لكن هذا المشهد أكد أن كتم الأصوات وإغلاق نوافذ الحرية ومحاولة إسكات المعارضين لن تُجدي نفعًا، ويثبت للجميع أن أبواب الحرية المفتوحة أفضل ألف مرة من غلق نافذة واحدة!!

أما في الألفية الجديدة، فإن ذاكرة العالم لم تستعد عافيتها حتى الآن، بعد أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، إثر انهيار بُرجي نيويورك في العام 2001، لتُحدث تغييرًا جذريًا في العالم، من خلال انتشار «فوضى الإرهاب»، وعودة الاحتلال الغربي مجددًا، وإن كان بطرق وأشكال مختلفة.

أخيرًا.. ربما تكون إحدى المفارقات العجيبة أن شهر «سبتمبر/ أيلول» ليس جامعًا للأحداث المؤلمة فقط، بل إنه قد يكون أيضًا «مناسبة قومية» في سورية الجريحة، عند كثير من «الشبيحة»، الذين يحتفلون منذ 18 عامًا بيوم ميلاد «الزعيم المغوار» بشار الأسد الذي ولد في 11 سبتمبر 1965!

[email protected]