رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قبل سنوات أديت فريضة الحج، وكانت الرسوم تقدر بـ17 ألف جنيه، وقفت فى عرفات، ورميت الجمرات، وطفت بالكعبة، وسعيت بين الصفا والمروة، وتضرعت لله أن يغفر لى ولوالدى ولأولادى ولزوجتى وإخوتى وأولادهم ولأصحابى ومعارفى وجميع المسلمين والموحدين، وطلبت منه عز وجل أن يطهرنى من جميع ذنوبي، وأن يعيدنى إلى يوم مولدى كما قيل لنا فى طفولتنا، فقبل أن نلتحق بالمدرسة كان نسمع من أهالينا أن الحج والعمرة يسقطان الذنوب، ويطهران المسلم من الخطايا التى وقع فيها، وقيل كذلك إن المسلم يعود كما ولدته أمه، صفحة بيضاء خالية من الذنوب.

فى قريتنا زمان كانوا يودعون الحاج فى زفة كبيرة بالأغانى الدينية، وكانت أسرة الحاج تستعد لعودته من الأراضى الحجازية (هكذا كانت تسمى) بتنظيف البيت، ودهانه، ورسم صورة الكعبة والجمل (السفينة فيما بعد) على واجهة المنزل، وكتابة بعض كلمات الترحيب: حج مبرور وذنب مغفور.

عندما التحقنا بالمدرسة حفظنا آية الحج رقم 97 من سورة آل عمران: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا»، وحفظنا كذلك ما نسب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه» (رواه البخارى ومسلم)، وقيل لنا أيامها إن الله عز وجل يغفر لمن يأتى له حاجاً أو معتمراً جميع الذنوب والخطايا التى أسرف على نفسه فيها، أما الخطايا التى تخص الناس فستظل معلقة إلى أن يسامح فيها صاحبها.

بعد سنوات بسيطة انتبهت إلى أن الأثرياء وحدهم الذين يسافرون لأداء فريضة الحج أو مناسك العمرة: وماذا عن غير القادرين؟، ماذا عن الفقراء والمعدمين؟، ماذا عن الذين لا يمتلكون أموال الرحلة إلى بيت الله معتمراً أو حاجاً؟، من أين يأتى عامل اليومية أو الباعة الجائلون أو الموظفون أو غيرهم من غير القادرين بنفقات هذه الرحلة؟

سألت والدى رحمة الله عليه فى هذه المسألة، وقال لى: إن السفر والإقامة تحتاجان إلى مصروفات كثيرة، ولا يقدر على القدرة إلا القادر، أيامها تيقنت أن سيد النفر الذى يعمل فى منزل جدى لن يستطيع السفر لأداء مناسك الحج، وكذلك خالتى أمينة، وخالتى نفيسة، وخالتى أم عبدالله من كانوا يساعدون أمى وجدتى فى أعمال البيت لن يتمكن من السفر إلى الأراضى الحجازية.

ــ قلت له: إذن هذه رخصة للأغنياء فقط.

قال: إن الله عز وجل يغفر للفقراء مثل الأغنياء تماماً.

ــ كيف وهو لم يستطع السفر؟

ــ بالنية، إذا تمنى أداء الفريضة قبلت نيته وجازاه الله عز وجل ما يجازى به من سافر من كبار القرية.

أغلب المصريين سوف يغفر لهم الله عز وجل بالنية، رسوم الحج وصلت 80 و 100 ألف جنيه.

 

[email protected]