عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

سارع «بنيامين نتنياهو»  رئيس وزراء إسرائيل فى بيان عاجل له بالقول: «شعب إسرائيل يرحب بالإفراج عن «جوناثان بولارد». لقد اجتمع أخيراً بعائلته.. بعد ثلاثة عقود طويلة وصعبة، وكنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر بعد أن بحثت الموضوع مراراً مع الرؤساء الأمريكيين على مدى سنوات عدة»!، و«نتنياهو» يكاد أن يبدى أسفه الشديد على أن رؤساء أمريكا الذين تعاقبوا على الولايات المتحدة لم يستجب أحد منهم لمساعى «نتنياهو»!، بل ضغوطه للإفراج عن «بولارد» قبل قضائه عقوبة السجن 30 عاماً كاملة دون أن تجدى استجابة من الرؤساء!، والذين لم يعاصروا عام 1985 الذى شهد القبض على الضابط السابق فى استخبارات البحرية الأمريكية «بولارد» الذى يحمل جنسية أمريكية وأخرى إسرائيلية متلبساً ببيع معلومات بالغة الأهمية لإسرائيل، وقد حوكم «بولارد» حتى صدر الحكم بسجنه!، وبعد ذلك تكونت جمعية للمطالبة بإطلاق سراحه قبل قضائه العقوبة المقررة!، ويصبح عمره حالياً 61 عاماً وله زوجة إسرائيلية تعيش فى إسرائيل.

وأهم ما يلاحظ فى قضية «بولارد» أنها ضد مواطن أمريكى تجسس لإسرائيل على الولايات المتحدة، وكان هذا فى حد ذاته ـ وإسرائيل الحليفة لأمريكا ـ مفاجأة للسلطات الأمريكية التى لم تتوقع أن تسعى إسرائيل الى شراء معلومات سرية مهمة، وتجند أحد الضباط السابقين فى البحرية الأمريكية لتدفع له أموالاً مقابل المعلومات!، فلم يكن ممكناً للمساعى والضغوط الإسرائيلية المبذولة طوال عقود ثلاثة للتخفيف من الحكم، أو الصفح عن جاسوسها الأمريكى!، وكان هذا تعبيراً عن غضب أمريكى حقيقى!، خاصة وأن أمريكا لا تبخل على إسرائيل بسلاح أو تنسيق دائم معها على وسائل الحماية الأمريكية لها، وأولى مفرداتها أن تحتفظ إسرائيل بتفوق عسكرى دائم على الدول العربية كافة!، وأمريكا تصطفى إسرائيل من كل الدول فتفضل بقاءها الدولة الوحيدة النووية دون جيرانها العرب!، ولكنها كانت غاضبة لأن إسرائيل لم يشفع عندها كل هذا العطاء الأمريكى ولا الغطاء الذى لا يكشف تسدله بقوة على تملص إسرائيل من كافة العهود والمواثيق التى صدرت برعاية أمريكية للتوصل الى حلول ينتهى بها الصراع الفلسطينى الإسرائيلى!.

وحسب شروط الإفراج عن بولارد من جانب السلطات الأمريكية، فإن «بولارد» لن يتمكن من مغادرة أمريكا إذا أراد قبل مضى خمس سنوات على الإفراج عنه، ويذكر وزير التعليم الإسرائيلى أن رئيس الوزراء «نتنياهو» قد أصدر تعليماته بألا يكون هناك تركيز من جانب المسئولين الإسرائيليين بتسليط الأضواء على الإفراج عن بولارد، وإذا كانت أمريكا قد تمسكت بتشددها فى ضرورة أن يقضى الجاسوس الأمريكى كامل مدة العقوبة!، فإننا نرى أمريكا تبذل جهوداً للوساطة كى يفرج عن جواسيس إسرائيل من دول أخرى سواء كان الجاسوس إسرائيلياً أو من جنسية أجنبية!، بل وتدفع أمريكا بعضاً من المنظمات فيها وفى الدول التى تدور فى فلكها لكى تمارس دور الوساطة هذا دون أن تقوم بها إسرائيل مباشرة!، وقد رأينا كيف كان هذا الدور الأمريكى بالغ الإلحاح على الحكومة المصرية طوال ثلاثة عقود كان فيها حكم مصر للرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى كثيراً ما صرح للصحف الأمريكية بأنه لا يتدخل فى أمور القضاء إذا حكم بعقوبة على أى جاسوس على مصر، وهكذا سارت أحوال الضغوط الأمريكية والإلحاح الإسرائيلى للعفو عن الجواسيس حتى اليوم، ولكن الأمريكيين يتصورون أن دولتهم شىء وباقى الدول شىء آخر!، فليس يمكنها أن تتسامح مع من تجسس عليها خاصة إذا كان من الأمريكيين، ويزيد من غضبها أن يكون هذا الجاسوس قد مارس التجسس لحساب إسرائيل التى تحظى بأقصى الضمانات الأمريكية لأمنها، ووقوف أمريكا مسلحة بحق استخدام الفيتو ضد أى قرار دولى يلمح أو يلوح بالمطالبة بعدالة أمريكية مفقودة فى التعامل الأمريكى مع إسرائيل وغيرها من الدول.