رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

فى الجزء الثالث من الحوار الذى أدلى به «مروان القاسم» وزير الخارجية الأردنى السابق لقناة روسيا اليوم، عن شهادته حول الغزو العراقى للكويت، سأل الإعلامى العراقى سلام مسافر، الوزير القاسم: لماذا قبلتم مشاركة نظام حسنى مبارك فى مجلس التعاون العربى وهو نظام خان القضايا العربية بتوقيع كامب ديفيد، وحصل على هدايا شخصية له ولأسرته للموافقة على المشاركة فى التحالف الدولى لتحرير الكويت؟!

وبرغم أن الوزير القاسم لم يكن يجارى المحاور فى إدانته، بل أضاف أن كل تجمع عربى هو لصالح القضايا العربية، وأن مجلس التعاون العربى قد وجد من بين الأشقاء والغرباء، من يسعى لإقناع دول الخليج أنه تجمع ضد مجلس التعاون الخليجى. ومن المعروف أن مجلس التعاون العربى قد تم تأسيسه فى بغداد من كل من العراق ومصر والإردن واليمن الشمالى فى فبراير 1989، وبعد هذا التاريخ بعام والنصف غزا صدام حسين الكويت. وليس من المستبعد بحسابات السياسة المغامرة، أن يكون صدام بتشكيل هذا المجلس يمهد لمحور كان يظن أنه سيدعم خطوته التالية.

وفى مذكراته «كتابية» يروى عمرو موسى نقلاً عن عصمت عبدالمجيد الذى كان وزيراً للخارجية أثناء الغزو العراقى «أن سعدون حمادى رئيس الوفد العراقى لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذى انعقد صباح يوم الغزو، قد قال لعبدالمجيد إن شمساً جديدة ستشرق على الخليج، ومن مصلحة مصر ألا تتنبى مشروع القرار الكويتى. وأن العراق يعرض على مصر جائزة كبرى تتمثل فى حصولها على جزء كبير من موارد الكويت، كما أن العراق يعلن ضم الكويت إلى أراضيه، وأن أى طرف عربى يتصدى للموقف سوف تقطع العراق يده. وكان رد عبدالمجيد هو أنه يخشى أن ينتهى الأمر بقطع يد العراق بل تهشيمه!

وكان القرارالكويتى قد انطوى على إدانة  للعدوان العراقى على الكويت، ورفض أى آثار مترتبة عليه، والمطالبة بالانسحاب الفورى غير المشروط، وعقد قمة طارئة لمناقشة العدوان، والرفض القاطع للتدخل الأجنبى فى الشئون العربية.

وفى حديثه للجلسة العامة لوزراء الخارجية قال سعدون حمادى إن الكويت جزء من الأراضى العراقية.. ولو انطبقت السماء على الأرض فلن نتراجع عما قمنا به، واعترض على وجود ممثل للكويت فى الاجتماع لأنه «لاتوجد دولة اسمها الكويت» لكن القرار صدر بموافقة 14 دولة واعتراض العراق والأردن وموريتانيا وامتناع اليمن والسودان وتحفظ فلسطين.

وفى قلب هذا الانقسام العربى الذى بنى على أوهام وحسابات مصالح صغيرة، كان الموقف المصرى واضحاً منذ البداية كما عبر عنه الرئيس مبارك أنذاك: قمة عربية سريعة تتفق على حل المشكلة فى إطار عربى، وهو الإطار «الأكرم للأمة العربية» كما قال فى مؤتمر صحفى، وقبل الغزو قام مبارك بجولة شهيرة للعراق والكويت والسعودية، تعهد له فيها صدام حسين بأنه لا نية لديه للاعتداء على الكويت، ثم نقض بالغزو كل تعهداته.

بعد المشاركة فى تحرير الكويت، اسقطت واشنطن الديون العسكرية عن مصر.

وفى حوارات نشرتها اليوم السابع عام 2013 قال الرئيس مبارك إن الشيخ زايد كان قد اشترى طائرات من فرنسا أثناء حرب الخليج، باعها وقدم بثمنها دعماً قيمته 9 مليارات دولار موجودة فى حساب الدولة، وهى أموال ملك للدولة، وليست لى، كما قدم الملك فهد دعماً لنا 2.5 مليار دولار وقدمت الكويت ملياراً و300 مليون دولار.

حسنى مبارك ينتمى للمؤسسة العسكرية المصرية، ولا يمكن أن يكون هو هذا المسئول الذى يزج بجيشه فى حرب، حصداً لمصالح شخصية كما استسهل الإعلامى العراقى إلقاء الاتهام، غاضاً النظر عن الجهد الذى بذله مبارك لإثناء صدام عن نزقه وغروره ومغامراته التى يدفع فيها العرب حتى الآن أثماناً غالية، وتحققت فيها نبوءة عصمت عبدالمجيد بتدمير العراق!