عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا يمر يوم دون ارتكاب جرائم بالمحليات، لا يحاسب ولا يتحاسب عليها أحد، فشوارعنا أصبحت نهبًا للباعة الجائلين ومسرحًا يلهو فيه - التوك توك - بلا رقيب ولا حسيب، وبناء أبراج سكنية بالمخالفة لكل الأصول الفنية واشتراطات التراخيص، شوارع كاملة أغلقت بفعل فاعل بتواطؤ مهين وتجاهل متعمد. 

هذه الجرائم نعيشها بحسرة ونتعايش معها بأضعف الإيمان فلا أحد يتكلم، وحتى لو صرخ أحد وجهر بالشكوى فلا يوجد من يحرك ساكنا. 

فى جميع المحافظات نجد هذه الجرائم شاخصة، والصمت المطبق هو عنوان المرحلة، من باب الصهينة و- سيب الناس تاكل عيش - والمرحلة دى مش محتاجة صدام فى الشارع، وهذا حق يراد به باطلا، فالصدام موجود فعلا فى الشارع، بين الناس وبعضها، بين المتضرر من سوء الوضع والمستفيد من ذات الوضع. 

وتسأل، أين المحليات ؟ أين شرطة المرافق والمرور ومباحث الكهرباء ؟ ولا تجد إجابة شافية ترضيك، ولكنك ستجد شاهدًا على وجود هذه الأجهزة المسئولة فى صورة شرطى بائس يتحاور مع بائع أغلق شارعًا واحتل ناصية، والاثنان - يحوران على بعض - وشرطى مرور يقف فى عز حرارة الشمس والتوك توك يمرح من حولة وكأنه يلعب معه «الاستغماية ». 

وهكذا تشعر أن الشارع خارج السيطرة، رغم وجود مظاهر السيطرة، ولكنها مجرد شكليات، حتى المبانى المخالفة تتم جهارا نهارا و«على عين»  فنى التنظيم ومهندس المنطقة ورئيس الحى والمدينة، بل قل كل المسئولين فى المحافظة !.

والطريف والغريب أنهم جميعا يسجلون الموقف عن كثب ويحررون محاضر بالمخالفة ولكنهم لا يمنعون أبدا المخالفة ذاتها فالبناء يتم طابقًا طابقًا، وحتى أقصى ارتفاع، والمرافق تدخل المبنى المخالف للقانون - عادى جدا - فى شوارع ستة أمتار مبانى بالعشر أدوار، وهكذا. 

فى محافظة الغربية مثلًا مناطق كاملة أغلقتها الإشغالات المخالفة، ومنها منطقة السيد البدوى أهم مزار سياحى ودينى - أصبح بالفعل فى قبضة الباعة الجائلين والسريحة، وميدان النادى، بكراسى المقاهى، وشوارع الخان والحكمة وترعة الشيتى وميدان - ستوتة - أو سعد زغلول، أصبحت أسواقًا بالقوة، والتوك توك - العفريت - يمرح فى الشوارع الرئيسية رافعا شعار «لا حكومة تهم ولا مرور يلم».

وجرائم سرقات الكهرباء مهزلة فى حد ذاتها، فالباعة الجائلون يسحبون سلكًا من أقرب عمود إنارة ويستخدمون لمبات الفولت العالى حتى يصبح ليلهم نهارًا، ولا محضر واحد يحرر ضد سارق الكهرباء. 

فى المحافظة، شرطة مرافق كما فى جميع محافظات الجمهورية ومباحث كهرباء، ولكن يبدو أن الأمر أصبح يفوق قدرات هذه الاجهزة، والامر يحتاج صحوة حقيقية لفرض السيطرة والقانون على الشارع وإعادة الأرصفة للمواطنين والشوارع لهم كاملة، غير منقوصة، وهذه أشياء وأمور ليست بسيطة ولا تافهة، ولكنها تقض مضاجع الناس، كل الناس على اختلاف ظروفهم ومشاربهم. 

مطلوب من كل المحافظين ومديرى الأمن بصفة عامة، ومن اللواء أحمد صقر محافظ الغربية واللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية، إعادة الهيبة لشوارع المدن، فلا يمكن أن يستمر الوضع بهذه الصورة المخزية، لا نريد حملات وجولات - الشو - لتصوير بعض عربات الكارو والتوك توك محملين على الأوناش وجرارات مجلس المدينة وأرقام جهود الواجب، ولكننا نريد فتحًا عظيمًا وممتد المفعول للشوارع التاريخية التى باتت فى قبضة الباعة الجائلين. 

 نريد قانونًا يجرم مخالفات البناء وعقوبة السجن لكل من يبنى بالتجاوز وكأن البلد لا قانون فيها يضع اشتراطات ومواد تحمى حقوق الناس فى شارع بغطاء القانون العادل للجميع. 

الأمر ليس صعبًا والمواجهة والحل ليس مستحيلا، وهذا يجعلنى أقول « ضاقت فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أظنها لا تُفرج، ويا مسهل.