عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

الخاسر الوحيد فى الحرب المجنونة المشتعلة فى سورية  منذ «7 سنوات» حتى الآن، هو الشعب السورى الشقيق.. هو الذى دفع ومازال يدفع الثمن غالياً.. وغالياً جداً.

أكثر من «7» ملايين لاجئ تركوا بيوتهم وأراضيهم وأشغالهم وثرواتهم وكل ما يملكون لينجوا بأنفسهم من جحيم الحرب.. ليس هذا فقط، بل خلفت الحرب مئات الآلاف من القتلى والجرحى و المشوهين جسدياً ونفسياً.

ملايين السوريين هربوا من جحيم الحرب وجنونها إلى خارج بلادهم.. هربوا فى مشاهد مأساوية لم تشهدها حرب من قبل.. تابعنا بعضها على شاشات الفضائيات.. شاهدنا كيف يقفز العجائز والأطفال والنساء فوق الزوارق المطاطية ليعبروا بها وسط أمواج البحر الهائجة فى وحشة الظلام للهروب إلى أوروبا.. منهم من كان مصيره الغرق.. هرب من الموت إلى الموت.. ومنهم من نجا إلى شاطئ ليبدأ رحلة مؤلمة وسط الأدغال والأحراش والجبال بحثاً عن ملجأ آمن.. وشاهدنا آلاف الأسر وهى تقطع عشرات بل مئات الكيلو مترات سيراً على الأقدام للوصول الى تركيا واليونان والمجر والنمسا وألمانيا.. وكيف تعرضوا للإهانة والحصار والموت عند كل نقطة عبور من بلد الى آخر.، قصص مأساوية لا تحدث إلا فى أفلام الخيال.. رغم ذلك صمت العالم أمام هذه الجريمة.

ومصر مثلها  مثل عشرات الدول التى استقبلت لاجئين سوريين.. لم يخصص لهم معسكرات، بل عاشوا مندمجين مع إخوانهم المصريين الذين استقبلوهم بترحاب وتعاطفوا مع قضيتهم.

ولأنه من حق السوريين اللاجئين الى مصر، أن يذهبوا الى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالقاهرة، لتسجيل أسمائهم والحصول على راتب شهرى.. هذه الأموال ليست هبة من أحد، بل هى حق اللاجئين الذى تكفله الأمم المتحدة لكل من ترك وطنه مكرهاً وشردت أسرته نتيجة للحروب.. وهذا هو دور المفوضية فى كل بلدان العالم.. فقد ذهب السوريون الى مكتب المفوضية بحى المهندسين لتسجيل أسمائهم والحصول على ما يسمى بـ«الكارت الأصفر» بعد أن استوفوا كل الأوراق والمستندات والشروط المطلوبة منهم.. والتى بموجبها يحق لهم الحصول على راتب شهرى طبقاً لعدد أفراد الأسرة.. اضافة الى أنه على كل أسرة إثبات أى حالة مرضية لتقوم المفوضية بصرف تكاليف العلاج لها، خاصة الحالات المزمنة، ومتحدى الإعاقة.

لكن ما  حدث ويحدث من مفوضية القاهرة للاجئين، هو أمر غريب ويدعو للدهشة.. إذ إن المفوضية توقفت عن صرف الرواتب الشهرية لآلاف الأسر السورية الحاصلة على «الكارت الأصفر».. بعضها من عام والبعض الآخر من عامين.. هذه الأسر تضم كبار السن وأطفالًا فى مدارس، وغيرهم مرضى يحتاجون للدواء والعلاج.

رحلة عذاب يومية تقطعها هذه الأسر الى مكتب المفوضية  بحى المهندسين بحثاً عن الراتب، دون إجابة أو رد من موظفى المفوضية سوى «سوف نتصل بكم»«!!» ويمر شهر وراء الآخر، ولا يأتى الرد أو الاتصال المزعوم.. ولا أحد يعرف سبباً منطقياً أو غير منطقى لوقف هذه الرواتب.. ولا أحد يعرف لمن يلجأ هؤلاء اللاجئون.

وأتساءل أين تذهب أموال اللاجئين السوريين التى خصصتها الأمم المتحدة لمكتب القاهرة؟!

وهل تحول نشاط مفوضية اللاجئين بالقاهرة من غوث اللاجئين الى سحق ومرمطة اللاجئين السوريين.. أم ماذا؟!!

ارحموا آلاف الأسر السورية فى مصر من أنياب من لا يرحم.. ألا يكفيهم فراق الوطن.. ألا يكفيهم ضياع أموالهم وتدمير ممتلكاتهم وخراب بيوتهم.. وتشريد عائلاتهم؟!.

ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.