عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

جاءت كلمات ابنتى على أذنى كالصاعقة «محتاجة شهادة ميلاد», فلى تجارب مريرة مع المصالح الحكومية ـ خاصة أننى أرفض تماما استغلال مهنتى فى تسهيل مصالحى ـ وما يحدث فيها من أشياء جميعها ضد العقل, لذلك قررت ـ صاغراً ـ إلغاء عقلى والبدء فورا فى رحلة البحث عن شهادة ميلاد وأخذت نصائح بعض المخضرمين فى التعامل مع تلك المهمة , ومنها القيام مبكرا جدا لحجز مكان فى الطابور, والتنبيه على من أمامك انك خلفه حتى تستند إلى شهادته وقت اللزوم , والانصياع التام إلى موظف الشباك- إذا  أكرمك الله بالوقوف أمامه-  وتنفيذ جميع اوامره دون النظر إلى عقلانيتها, فاذا طلب منك ضرورة مثول الجثة أمامه فى حالة استخراج شهادة وفاة فلا تتردد فى تنفيذ ما طلب , وإذا أصر على تقديم اثبات انك ذكر- رغم أنك واقف أمامه ـ لإعطائك شهادة ميلاد فلا تتأخر عن ذلك,وإذا أخبرك انك اسمك إصلاح وليس صلاح فلا تجادل لأن الدفاتر الرسمية أصدق أنباء من غيرها, كل ذلك لمصلحتك أنت  حتى لا يضيع مجهودك , وتتبدد أحلامك فى الفوز بمستند حكومى.

وضعت هذه التعليمات نصب عينى, وتسلحت بكل ما لدى من صبر, وأعددت العدة لخوض المعركة المقدسة, فبدأت بمكتب أحوال مدنية فى منطقة الدقى قرب محل عملى, وهالنى ما رأيت , طوابير مد البصر فى مكان مكتوم , فقررت الرجوع على الفور قبل أن أصل إلى المكتب, ولكن سرعان ما تذكرت الشهادة المطلوبة فواصلت السير للسؤال فقط عن ميعاد انتهاء العمل , فعلمت أنه فى الثالثة مساء, فعدت إلى عملى , وقلت فى نفسى أذهب فى الثانية والنصف ربما قلت الاعداد وخف الضغط قليلا,وذهبت بالفعل فأخبرتنى الموظفة أن العمل قد انتهى وعبثا حاولت إقناعها أن الميعاد الذى حدده المكتب سلفا هو الثالثة , ثم سمعتها تقول أن النصف ساعة الاخيرة لترتيب العمل وجرد الأموال وخلافه, ورجعت بخفى حنين. وعدت فى اليوم الثانى لنفس المكتب فى الواحدة ظهرا, فصدمت من رد نفس الموظفة أن العمل قد انتهى, لماذا تلك المرة؟ لأن هذا الموعد هو اخر موعد لتجميع بطاقات من يطلبون الخدمة, وأن ما تبقى من وقت سيكفي  الموجود حاليا!!وعدت فى اليوم الثالث لنفس المكتب فى الثانية عشرة ظهرا, واتبعت التعليمات بدقة, وسلمت البطاقة وانتظرت دورى – الذى فرحت جدا بالوصول إليه- وبعد عشر دقائق من النشوة سمعت من يقول"السستم وقع" فانطفأ الأمل بداخلى , ثم تداركت الموقف وقلت فى نفسى دقائق قليلة ثم يعود, وامتدت هذة الدقائق لتقضى على ما تبقى من الأمل وأعود خالى الوفاض, وذهبت إلى مكتب ثانى وثالث فتكرر ما حدث- كربونيا- .

القضية قديمة- حديثة, قتلت بحثا,  وهناك عشرات الحلول والدراسات والابحاث ,ولكن مازلت بجميع أركانها تطاردنا فى كل مكان حكومى, اما آن لهذا العبث أن يتوقف, إلى متى نهدر وقتنا وجهدنا وأموالنا فى مشكله حلها بسيط, وتدراكها يسير,الروتين العفن ينهش فى اجسادنا دون أن نستطيع حراكا, جميع مشروعات التنمية المنشودة سيأكلها هذاالغول البشع, لابد من التحرك السريع والجاد والحاسم, أم أننا ادمننا الكلام وكرهنا العمل.

[email protected]