عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

كوليندا جرابار كيتاروفيتش.. رئيسة جمهورية كرواتيا.. إمرأة ليست مجرد وجه جميل.. سحرها فى إرادتها.. إيمانها بقوة وإمكانيات نفسها وشعبها.. لاتعرف اليأس أو الخنوع..

لاتُمثل أو تظهر خلاف ما تبطن، رغم أنها فى المعترك السياسى المعروف بدهاليزه ودروبه «العفنة» أحياناً.. لا تعرف الوقاحة أو الغضاضة والقلب المملوء حقداً وحسداً وكراهية.

من يراها يشعر بأنها حسناء فى العشرين.. رغم أن عمرها خمسون عاماً.. ربما لأن قلبها لا يعرف سوى الحب.. فهى تنزف حباً لوطنها وللجميع..!

ولولا مونديال كرة القدم ووصول منتخب كرواتيا للنهائى لغابت عنا حقائق كثيرة عن هذة المرأة.. معشوقة كرواتيا الحديثة.

لا تزال تتمتع بنشاط وحيوية الشباب، كما ظهر جلياً فى المدرجات الروسية وهى تشجع منتخب بلادها.

حسنوات العالم أصابهن الغيرة من نشاطها وحيويتها من مداعبتها لهذا وذاك بشكل «شيك» ممزوج بإنوثه طاغية وابتسامة ساحرة.. وحب النجاح.. هى ليست إمرأة لعوب أو مخادعة.. أو تعشق الأحضان نشوة أو تجميل ومجاملة.. فهى تؤمن بقيمة النجاح وتقدره بحضن دافئ!

آآه..آآه.. وهى تحتضن لاعبي فرنسا الفائزين بكأس العالم، والمنتصرين على منتخب بلادها.. كانت تحتضن كل لاعب فرنسى بدفء وكأنهم بنى وطنها.. ربما لأنها تعشق النجاح أياً كان مكانه وزمانه.. فمن يحب بقلبه حقاً.. ويعشق النجاح لايعرف كرها أو حقداً على متفوق وموهوب.

صحيح كانت تأمل فى فوز فريقها بكأس العالم لكنها لم تبالغ عندما قالت لأبطالها: قاتلتم كالأسود.. وكتبتم التاريخ..!

يالها من كلمات وجيزة معبرة.. أربع كلمات..مجلدات فى فهمها وعمقها..فى كفاح فريق كروى يمثل نقطة انطلاقة لشعب.. يرفع المعنويات.. ويؤكد أن الكفاح والنجاح لايأتى بالتمنى ووضع الأيدى على الخدود.. منتخب لم يكن مرشحاً لعبور الدور الأول يصل لنهائى المونديال وقاب قوسين من احتضان كأس الدنيا.

فأى نجاح.. يضمنه عنصران، الموهبة.. والمناخ الصحى المناسب هما طرفا معادلة صعبة، وكثيراً توجد مواهب فى شتى المجالات وتدفن وتتوه فى الزحام.. وقد يتوفر المناخ الصحى المناسب لكن بدون موهبة وجهد وكفاح يسقط طرف المعادلة ويهدر هذا المناح الصحى لكن فى الغالب وجوده يدفع أنصاف الموهوبين والنجوم الى الوقوف والصمود دون الوصول للنجاح الكبير.!

حياة «كوليندا» العملية حتى الوصول لكرسى الرئاسة قصة نجاح حقيقى لكل من يريد الوصول للقمة.. فنهضة الأمم إفراز لصبر وعرق كفاح طويل..

عقب فوزها برئاسة كرواتيا قالت: «لا مكان للفخر بالانتصار أو التحيز».. واعدة بأن تكون كرواتيا دولة غنية ومزدهرة وواحدة من أكثر الدول تطوراً فى الاتحاد الأوروبى والعالم رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز الخمسة ملايين نسمة، ومساحتها أقل من 1% «واحد فى المئة» من مساحة مصر!!

 ووعدت كوليندا أن تحقق طفرة اقتصادية خلال 3 سنوات بعد توليها المسئولية والمستوى المعيشى مرتفع للغاية ضمن التصنيفات الاقتصادية.

 كرواتيا كتجربة كروية واقتصادية واجتماعية تحتاج للدراسة، ربما تكون درساً لنا كمصريين ننطلق من خلاله لآفاق رحبة فى كل المجالات!

 

[email protected]