رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يحرص الأستاذ رجائى عطية على أن تكون عباراته منضبطة خاصة عندما ينتقد تصرفاً لا يرضى عنه، وقد قرأت له عتاباً موجزاً وجهه لمن نظم احتفالية لتأبين الإذاعى الأشهر الأستاذ أحمد سعيد، مدير صوت العرب، وانصب العتاب على ما اعتبره الأستاذ رجائى «تجاهلاً» لعدد من رواد ورموز صوت العرب.

قرأت ما كتبه الأستاذ رجائى وأوافقه على ملاحظته، لكننى فقط أرى أن ما تم لم يكن «تجاهلاً» لكنه «جهل» بتاريخ صوت العرب، وأنا أعذر من نظم هذه الاحتفالية فقد اجتهد بمدى علمه، ولم تسعفه معرفته بحقيقة تاريخ صوت العرب، فتصرف على هذا النحو الذى انتقده الأستاذ رجائى.

أنشأت ثورة يوليو إذاعة صوت العرب؛ بهدف مخاطبة الشعب العربى فى الوطن العربى كله لاستنهاض همم المقاومين ضد قوات الاحتلال الإنجليزى والفرنسى التى كانت تحتل البلاد العربية فى هذا الوقت، ولتدعو هذه الشعوب لجمع شتاتها والالتحام فى وحدة عربية.

تم اختيار طاقم العمل الذى سيتولى البث لساعتين يومياً، والمكون من مدير هو الشاعر صالح جودت، وأحمد سعيد، مذيع المادة السياسية، وتساعدهما نادية توفيق التى تعد المادة الغنائية.

لم تمض سوى بضعة أشهر حتى تم إقصاء الشاعر صالح جودت الذى جنح إلى تغليب المادة الأدبية بخلاف الهدف من إنشاء صوت العرب، وكان أحمد سعيد مؤهلاً مهنياً وسياسياً لتولى منصب مدير صوت العرب، فتوجهاته السياسية عبر عنها عملياً بالتطوع - قبل إنشاء صوت العرب - لتسجيل أعمال الفدائيين فى منطقة قناة السويس ضد معسكرات قوات الاحتلال البريطانى، كما أن نبرة أحمد سعيد فى الخطاب الإعلامى تحقق الغرض من إطلاق هذه الإذاعة، وهو تعبئة الجماهير لتثور على قوات الاحتلال.

وهكذا بدأ صوت العرب بقيادة أحمد سعيد تعاونه نادية توفيق، وظل لعدة شهور يطلب من مدير الإذاعة عدداً من المذيعين إلى أن التحق بالإذاعة عام 1954 أول مجموعة من المذيعين المحررين، والتحق منهم بصوت العرب السيد الغضبان، وظل صوت العرب لعدة شهور على هذا الحال إلى أن تم ندب الأستاذ على هاشم رشيد، «ناظر مدرسة فى غزة» ليقدم ركن فلسطين، ثم توالى التحاق عدد من المذيعين فى مقدمتهم أحمد فهمى، وسعد غزال، وجمال السنهورى، ومحمد عروق، وتراجى عباس، وفايزة واصف، وسوسن النمرسى،  وحلمى البلك، وكان إرسال صوت العرب قد تمدد لعدة ساعات، وتوالى التحاق المذيعات والمذيعين، وفى مقدمتهم سعد زغلول نصار، وبهاء طاهر، وصلاح عويس، وعبدالمنعم سلام، وإبراهيم مصباح، وأحمد حمزة، ومحاسن الحسينى، ومحمد مرعى.

ومع كل زيادة فى ساعات إرسال صوت العرب ينضم عدد آخر من المذيعات والمذيعين والمحررين.

هؤلاء هم الرواد المؤسسون والرواد الأول، وآمل ألا أكون قد نسيت بعض الأسماء، فليعذرنى من لم تسعفنى الذاكرة بذكر اسمه.

ختاماً فلم يدفعنى لتسجيل هذا التاريخ إلا ما قرأته من عتاب الأستاذ رجائى لمن نظموا احتفالية تأبين أحمد سعيد الذى لا يمكن لمنصف أن ينكر دوره الرائع فى النهضة القومية فى عصرها الذهبى والذى أصبح اسمه، وسيظل الوجه الآخر لعملة اسمها «صوت العرب».