عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لو لم يكن دونالد ترامب أمريكياً، لكان زمانه «سيد سيكا» المصرى.. مع أن أخلاق المصريين ليست بهذه الجليطة أبداً فى حضرة الملوك.. فقد كان ترامب حديث العالم حين التقى الملكة إليزابيث.. إنه أشهر «جلياط» فى تاريخ الرؤساء والملوك. طريقته أقل ما توصف به أنها حالة جليطة بلدى.. أهان إليزابيث ولم يحترم سنها ولا مكانتها، ولا حتى «البرتوكول الملكى»!

فهل كان ينتقم منها؟.. وهل كان يريد أن يرسل رسالة بهذه السقطات التى راح العالم يعدها واحدة واحدة؟.. هل تعمد مخالفة المراسم الملكية؟.. هل تجاهل الملكة إليزابيث عن قصد وعمد؟.. لماذا قرر عدم الانحناء لتحيتها؟.. لماذا سبقها بخطوة فى استعراض حرس الشرف؟.. لماذا فعل كل ذلك؟.. ما الذى كان يعنيه من زيارته لإنجلترا؟.. هل كانت عقوبة معنوية؟!

هذا هو أول رئيس أسمع عنه يتعامل بهذه الفجاجة مع الملكة المضيفة.. باستثناء مرسى الذى كان ينظر فى ساعته، وهو فى ضيافة أنجيلا ميركل.. ويومها اعتبرها المراقبون أنها تصرفات غير لائقة فى حضرة الرؤساء.. وربما كان مرسى حديث العهد بالبروتوكولات.. ولم يسبق أن تم إعداده.. وجاء فى غفلة من الزمن.. لكن الرئيس الأمريكى يتم إعداده أولاً!

التفسير المنطقى من وجهة نظرى أنها ليست سقطات، وأن ترامب كان يقصد ما فعله بالحرف الواحد.. وكان يقصد توجيه إهانة بالغة لإنجلترا.. وكان يقصد أن يقدم نموذجاً مختلفاً للرئيس الأمريكى.. وبعدها راح يتعامل بالمنطق نفسه مع تيرزا ماى.. وطلب الجلوس مع وزير الخارجية المستقيل «جونسون»، كنوع من الضغط على «ماى».. ما جرى ليس سقطة، إنها عقوبة!

ولا تستغرب ولا تندهش من تصرفات «سيكا الأمريكى» فهو لا يتصرف هكذا مع الملكة إليزابيث فقط، ولكنه يتعامل بطريقة مثيرة للجدل مع «ميلانيا»، التى لم نشعر حتى الآن بأنها سيدة البيت الأبيض.. فقد تعامل مع ميلانيا على أنها زوجة فقط، وتعامل مع إيفانكا على أنها السيدة الأولى.. كما أنه تعامل من قبل مع «ميركل» بطريقة  تخلو من البروتوكول الرسمى أيضاً!

فعلى مدى تاريخ أمريكا وبريطانيا كانت هناك علاقة حميمية.. كان هناك تقدير لمكانة الملكة.. وكان اللقاء بها شيئاً عظيماً.. فماذا جرى بين الحلفاء؟.. وماذا جرى فى الخفاء؟.. فتش عن الأمير هارى فى القصة.. فلم تقدم الملكة دعوة للرئيس ترامب لحضور حفل زفاف هارى.. وجاء اليوم الذى يرد فيه الانتقام.. وتعمد كسر كل البروتوكولات «الملكية» مع سبق الإصرار!

وربما تعاملت الملكة إليزابيث مع ترامب بأخلاق الملوك.. فلم تفصح له عن غضبها وقابلته بابتسامة ملكية تليق بمكانتها.. لكن الشعب الإنجليزى انتفض فى شوارع لندن، يرد له الصاع صاعين.. فهتفوا ضده وأرسلوا له رسائل بعلم الوصول.. ولكنها نالت من العرب للأسف!