رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

بموت الدكتور سيد البحراوى، الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، والناقد الأدبى الكبير، يكون قسم اللغة العربية وآدابها قد فقد عالماً وناقداً كبيراً، تتلمذ على يد العالم الجليل الدكتور عبدالمحسن طه بدر الذى فارق الحياة منذ زمن طويل.. رحم الله  العالمين الجليلين «البحراوى» و«بدر»، فقد كان لهما باع طويل فى النقد الأدبى، وأثريا المكتبة العربية بأبحاث أكثر من رائعة، تعد نبراساً لكل الأجيال القادمة.

الدكتور البحراوى درست على يديه موسيقى الشعر العربى، وعلم العروض عندما كنت طالباً بكلية الآداب منذ مطلع الثمانينيات، وقد كان حريصاً كل الحرص أن يجعل من آذان تلاميذه إحساساً عالياً بموسيقى الشعر العربى، وقد امتدت العلاقة بينى وبينه لسنوات طويلة، وكان حريصاً على توجيهى فى دراسة النقد الأدبى فى مرحلة الدراسات العليا، ولا يمكن أن أنسى مقولته الشهيرة لى، إنَّ العلم فى النقد الأدبى أنفع لى من العمل الصحفى القائم على العمل يوماً بيوم، وقد وجهنى، رحمه الله والدكتور العالم الجليل الدكتور أشرف دعدور إلى دراسة النقد والصحافة فى آن واحد على يد العالم الجليل الدكتور حسين حمودة، وقد عملت بالنصيحة والتى كانت نعم النصيحة، وأنجزت فى ذلك أطروحة الماجستير بعنون «اتجاهات النقد فى الصحافة الأدبية المصرية خلال الفترة من 1952 إلى 1967» والتى توصلت فى نهاية هذا البحث، إلى قضية خطيرة جداً، وهى أنه رغم القهر السياسى، والقيود البشعة المفروضة على الصحافة المصرية خلال هذه الفترة، فإنَّ حركة النقد والإبداع قد شهدت ثورة إبداع  حقيقية لا مثيل لها، تكاد تقترب من العالمية.

المحطة الأخرى التى ربطتنى بالعالم الجليل سيد البحراوى، أنه كتب عدة مقالات فى جريدة «الوفد» قبل رحيله، وقد كان لاذعاً جداً فى كل كتاباته، وأذكر أنه فى يوم من الأيام تأخر نشر مقال له عن الليبرالية وتأثيرها فى المجتمع المصرى، وفوجئت به يكتب مقالاً شديداً، ووجه لى انتقادات حادة فى جريدة الوفد التى أتولى مسئولية رئاسة التحرير بها، وقمت بنشر المقال، وفوجئت به يتصل بى ويستغرب قيامى بنشر المقال، وقلت له سأرد عليكم يا أستاذى، وبالفعل قمت بالرد عليه فى مقاله، وكنت أخشى أن يحزن لكنه فاجأنى بسعادة بالغة عن الرد، فهذه من أخلاق العلماء، يعلمون التلاميذ ولا يبغون جزاءً ولا شكوراً.

رحم الله أستاذى سيد البحراوى، التلميذ النجيب للعالم الجليل عبدالمحسن بدر، رحمه الله، وعزائى للأساتذة العلماء فى قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة القاهرة، الذين أحزنهم  جميعاً فراق هذا العالم الجليل الذى أثرى المكتبة العربية بأبحاثه العلمية التى ينهل منها الجميع فى مجال النقد الأدبى.

[email protected]