عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

انتهت امتحانات الثانوية العامة بعد ماراثون طويل بحلوها ومرها، بابتساماتها ودموعها، بعطائها وبخلها، ولا بد من يوم معلوم تظهر فيه النتيجة سعيدة على كل مجتهد، تعيسة على كل مهمل، وجاء الدور في الامتحان على الحكومة، وقد تتسرعون وتسألونني: هل الحكومة ستُمتَحَن؟

ومن الذى يمتحنها، وهى التى تمتحن الطلاب، أليس وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى هما الحكومة التى تمتحن طلاب المدارس والجامعات، أقول لكم نعم: الحكومة ستؤدى امتحانا صعباً، وستكون الأسئلة من المقرر ومن خارج المقرر، وممنوع الغش، ومفيش موبايلات واللى هيضبط وهو بيغش سيطرد من مجلس الوزراء!! نعم الحكومة أمام امتحان، ومقر اللجنة هو مجلس النواب، وتحدد للامتحان اليوم، وستذهب الحكومة بكامل تشكيلها يتقدمها الدكتور مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وسيجلس جميع الوزراء في المقاعد الأمامية لتقديم أوراق اعتمادهم للحصول على الثقة، لأن الحكومة حتى الآن منذ أدائها اليمين أمام الرئيس السيسي، لم تكتمل دستوريتها، وحتى تكون حكومة دستورية فلابد أن يمنحها مجلس النواب الثقة من خلال برنامج عمل يعرضه رئيس الوزراء المكلف أمام المجلس ليحوز موافقة أغلبية ثلثى النواب.

الدستور الحالى جعل مجلس النواب شريكا للرئيس في اعتماد الحكومة الجديدة، الرئيس يكلف، والمجلس يمنح الثقة خلال 30 يوماً بعد مناقشة البرنامج الذى تتقدم به.

وإذا سألتونى وماذا يحدث اذا لم يوافق مجلس النواب على برنامج الحكومة وما هو البرنامج المطلوب لإقناع النواب؟ الجواب: في حالة عدم الموافقة وهذا غير وارد لأن جميع النواب أشادوا بالتشكيل الجديد للحكومة، والغالبية رحبت بترشيح «مدبولي» لرئاسة الحكومة، فهذا الرجل يقدس العمل،  ويعشق النجاح، كما جاء اختيار الوزراء الجدد موفقاً، وغالبية النواب اعتبروا هذا التشكيل أجرأ تشكيل حكومى اتخذ حتى الآن، لأنهم لم يتوقعوا خروج بعض الوزراء، وإذا لم يوافق النواب على الحكومة وهذا حقهم، فإنه أمام الرئيس أن يكلف رئيساً لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب وهو ائتلاف دعم مصر وإذا لم يوافق مجلس النواب عليه يُحل مجلس النواب، ويدعو الرئيس لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يوماً.

وما هو البرنامج الذى يرضى النواب لمنح حكومة مدبولى الثقة، هو: أن تنحاز في برنامجها للناس، التى طفحت الكوتة من وراء إجراءات الاصلاح الاقتصادي، وصبرت صبر أيوب، وأخذت بالمثل القائل  اجمز بالجميز لحد ما يأتيك التين. الناس منتظرة التين، تين شوكي، تين بلدى المهم يأتي، والانحياز للناس يكون من خلال إجراءات تخفف الأعباء المادية عليهم، ورفع مستوى الصحة، وتوفير العلاج المناسب، وأن يجد كل مريض مكانا له في المستشفي، ويجد الطبيب الذى يعالجه، وأن تنظر الحكومة للتعليم نظرة أكثر واقعية وجدية، لأن العقل السليم في الجسم السليم.

وقد أتلقى سؤالاً آخر، وهو: اذا كان الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب منع النواب من استخدام آليات الرقابة ضد الحكومة قبل منحها الثقة، كما رفض حصول النواب على تأشيرات من الوزراء فهل تكون القرارات التى اتخذتها الحكومة قبل الحصول على الثقة سليمة، أجيب: نعم سليمة وسارية وبلاش صيد في الماء العكر. وحكومة مدبولى ستحصل على الثقة من اليوم، وتابعوا تصفيق النواب لها من أول دخولها القاعة حتى مغادرتها.

ولماذا هذه الثقة الزائدة في حصول الحكومة على الثقة من البرلمان؟، لأنها حكومة صادقة مع نفسها، ولم تغش الناس بدليل أنها بدأت عملها بعد حلف اليمين بتحريك أسعار الوقود، ولو كان أمامها حل آخر لكانت اتخذته، ولكنها تعلم أن الدواء المر أحياناً ضرورى للعلاج.

والحل: شوية صبر فالخير قادم. وبكرة سيكون أفضل من النهاردة.