رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى الناخب: الانتخابات مناسبة كلامية وظاهرة خطابية بكل ما يعنيه التعبير من خفة وفراغ مضمونى وقدرة على صناعة الاوهام وتسويقها بين الناس. وفى الانتخابات من يرجح كفة على أخرى هم الناس وحيث إن الناس يطيب لهم التحليق فى عالم الخيال والامنيات اكثر مما يقنعهم الواقع الحقيقى بثقله واعبائه ويتوقعون دائما ان تتحقق احلامهم وتأتيهم الصدف الجميلة بكل مايفتقر اليه واقعهم فانهم لكل هذا وغيره من مفردات الوهم يميلون اكثر لمعسول الكلام ويظهرون من فنون الكسل الفكرى مايجعلهم يقيسون الكلمات التى تطرق مسامعهم بميزان مايتمنون أو مايتطلعون له لا بما تنطوى عليه من واقعية وصدق.

لهذا الفهم لمضمون الانتخابات يمكن ان تفسر الكلمات العجيبة والغريبة التى يتفوه بها المرشحون فى فترة الدعاية الانتخابية وتفسر حملات الاكاذيب والوعود والنفاق والمداهنة وتشييد الاوهام وخداع الناس والتلاعب بمصائرهم وافكارهم والتى تزداد كلما اقتربت ساعة الحسم يوم «الاقتراع».

عزيزى الناخب.. انتبه: هذه هى الانتخابات فى بلد تبنى فيه ابراج ليست من اسمنت مسلح وحديد صلب بل من اكاذيب مكشوفة ووعود زائفة يصدقها الفقير ويؤمن بها المحروم ويستبشر بها المسكين والمعدوم وطالما ان الصورة لم تتغير ولم تتحرك وان الوجوه التى لم تقدم فى السابق شيئا هى نفس الوجوه التى تتصدر المشهد الانتخابى الان فلاعزاء لمن يصدقها ولاخير فيمن يؤيدها ويناصرها ولا أمل فيمن يتحالف معها ولا حياة لمن تخلف عن التصدى لها ورفضها...ومن سكت واستسلم وتقاعس فى مواجهتها ومحاربتها فلا حق له فى محاسبتها بعد ان تتمكن مجددا من دخول البرلمان وتجلس على نفس الكراسى وتحصد ثمار جهلنا وعدم ادركنا بخطورة هؤلاء فى البرلمان.

ويبقى السؤال: كيف السبيل للتغيير وأنتم أيها المصريون تعرفون الاكاذيب وتظهرون تصديقها.. ولاتثقون فى وعود المرشحين وتصوتون عليهم.. وتعلمون استحالة تطبيق برامجهم وتروجون لها.. وتستمعون لخطبهم وتسخرون من فجاجتها وتصفقون لها وتفخرون بمعرفة اصحابها.

اذن أنتم أيها المصريون المسئولون بأصواتكم  عن تشييد أبراج الاوهام وعمارات الاكاذيب وزراعة أرض الانتخابات ببذور الوعود المزيفة.

اننى اليوم لا أدعوكم لمقاطعة الانتخابات فالمقاطعة كتمان للشهادة ان كان هناك أمل فى فوز من يستطيع تغيير صورة البرلمان للاحسن، وإنما أدعوكم للتصويت فيها فالتصويت مسئولية وأمانة أنتم مسئولون عنها امام الله والوطن وتتحملون نتائجها اذا لم تحسنوا الاختيار...وفى حالة التصويت لا أدعوكم لاختيار أشخاص على حساب أشخاص ولا اختيار برامج على حساب برامج ولا لتفضيل حزب بين أحزاب ولا لتفضيل مرشح بين المرشحين... أنا أدعوكم فقط لتحكيم عقلكم واستفتاء ضميركم قبل أن تشهدوا شهادة زوركم التى لا محالة أكثركم مرتكب لها.

عزيزى الناخب.. تلك هى الحيرة التى سنبقى عليها فى كل الانتخابات طالما أننا مازلنا نعيش فى أبراج من الاوهام وعمارات من الاكاذيب وأغمضنا أعيننا عن سيادة الفساد وسطوة المال وأعطينا أصواتنا لمن لا يستحق ولمن أسهموا فى الفساد ودمروا البلاد.. وطالما استمر انحناؤنا ورضانا عما يخالف ضمائرنا ويصطدم بأفكارنا فنحن الذين سندمر مستقبلنا يسوء اختيارنا لنواب البرلمان بعدما ستنهار أبراج الكذب والاوهام والوعود التى أسهمنا فى بنائها بأصواتنا أو سكوتنا.

لعل هذه الكلمات قبل يوم «الاقتراع» تكون بمثابة مصل واق أو جرعة تنشيطية للناخب المصرى تعزز حصانته ضد الكذب والنفاق وتقوى جهاز المناعة عنده ضد الوعود الزائفة حتى لا يصاب مرة أخرى بصدمة الاحباط التى يصاب بها بعد كل انتخابات.

[email protected]