عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

«أنا فى الظل أصطلى لفحة النار والهجير» أستعير كلمات الشاعر كامل الشناوى من فم العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، وأحول معناها العاطفى إلى المادى، فأهديها إلى جيبى وجيوب الطبقة الوسطى أمثالى التى اكتوت بنيران الغلاء وهجيرها بعد أن كانت فى مساحة من الظل سابقاً إن جاز القول، فلحقت الآن رغما عنها بالطبقة الفقيرة، ولتفجر مخاوفنا من اضمحلال تلك الطبقة الوسطى التى تعد رمانة الميزان فى مصر وفى أى مجتمعات أخرى، فيختل ميزان العدالة الاجتماعية والاقتصادية، بما ينجم عن هذا الاختلال من كوارث مجتمعية وأخلاقية، كالانتحار هرباً أو خوفاً من الفقر، وتزايد الحقد الطبقى والكراهية وإفرازات ذلك من جرائم القتل والخطف والسرقة، وأيضاً استقطاب التنظيمات الإرهابية للفقراء لضرب قلب وأمن الوطن.

ولست من المتشائمين السوداويين المتشبثين بتكريس بقائنا داخل عنق الزجاجة حتى الاختناق، ولست أيضاً من فاتحى صنابير التفاؤل غير المسئول بأن الدنيا ستصبح غداً وردية، وستنهال علينا الخيرات من ثمار المشروعات القومية والاستثمارية التى نكتب ونروج عنها كإعلاميين ويقرأ ويسمع عنها المواطنون كل يوم، نعم لست من فريق «المحبطين» ناشرى اليأس وداعمى الكراهية للدولة وقراراتها القاسية، ولا من فريق «المطبلاتية» النافخين فى بالونات الغاز بلا واقع، فخير الأمور الوسط كما يأمرنا ديننا، لا تطرف ولا تفريط، أنا وغيرى من المعتدلين وأرجو أن يكونوا كثراً، لدينا قناعة بأن البلد يحدث به تغيير إيجابى حقيقى، حتى وإن كان حصاد الثمار بالنسبة للمواطن العادى على المدى البعيد أو المتوسط، نعم يحدث على أرض الواقع إعادة صياغة لبنية تحتية كانت منهارة، وإقامة مشروعات قومية كانت مجرد خيال وإصلاحات اقتصادية بعيداً عن مبدأ «لبس طاقية ده لآخر» والتى كان معمولا بها من قبل.

وحتى نعدى تلك المرحلة الصعبة، علينا أن نهدأ جميعا، وأن يقوم كل فى مكانه بدوره، أن ينتقل الإعلاميون صوتا وصورة إلى مواقع العمل والمشروعات، لينقلوا من أرض الواقع ما يحدث لطمأنة المواطنين، فلا يتركوهم فرائس لأصحاب أجندات التآمر ضد الوطن، ولا يتركوهم أيضاً للمطبلاتية الذين يفقدونهم الثقة فى الدولة وتحركاتها وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً، مطلوب كثير من الشفافية من المسئولين بالدولة، أن يعرضوا تقاريرا مفصلة فى الجريدة الرسمية أو فى الصحف القومية بالأرقام عن إيرادات الدولة خاصة من المشروعات الجديدة على غرار قناة السويس على سبيل المثال، وغيرها، وتعريف المواطن بشفافية أين تذهب هذه الإيرادات «الإنفاقات»، لأن السؤال الذى يردده كل فقير وبسيط وهو يئن تحت سياط الأسعار أين تذهب كل إيرادات الدولة، ولماذا ندفع نحن أولاً ثمن الإصلاح الاقتصادى..؟ وللأسف يستغل المتآمرون وأصحاب الأجندات الداخلية والخارجية هذه التساؤلات ويقدمون إجابات خاطئة، لتأليب الغضب وحشد العداء والرفض.

الشفافية ستهدئ الرأى العام، أما لغة التعالى والتجاهل والصمت ستفعل النقيض، ودور كل مسئول فتح أبوابه أمام شكاوى المواطنين لامتصاص كل ما يمكن من مشاكل تؤرقهم، وإزالة أى عقبات روتينية أمام قضاء حوائجهم، فقضاء حوائج المواطنين بسهولة ويسر، ومراقبة الموظفين للقيام بواجبهم دون تقاعس أو تحيز أو محسوبية أو رشوة، سيخفف نسبياً الأعباء عن كاهل المواطن، فأن يقضى المواطن ما يحتاجه فى «مشوار واحد» سيهون عليه تكلفة المواصلات والوقت والجهد فى ظل ارتفاع أسعار كل شىء، وسيجعله يتقبل زيادات الأسعار بصورة أفضل، أما أسلوب «دوخينى يا ليمونة» سيعنى ممارسة مزيد من الضغط على المضغوط ليصل لحد الانفجار.

وعلى الوزراء والمحافظين والمجالس المحلية أن يعملوا من أرض الواقع لتحسين الخدمات، ودعم الحقوق لتصل إلى مستحقيها دون وساطة أو محسوبية، وأن يطبقوا سياسة الباب المفتوح سواء أمام المواطنين أو أمام الإعلام، وتقديم المعلومات بصدق وشفافية وتقديم ما يمكنهم من خدمات وتسهيلات للتهوين على الخلق.. وللحديث بقية.

[email protected]