رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

الذى يرصد يومياتنا بهدوء يكتشف بسهولة أننا أصبحنا نمسك بتلابيب بعض، كل منا يتربص بالآخر، يصرخ فى وجهه، يسبه، يمزق ملابسه، يهتك كبريائه وقيمته وعرضه، يحاول بقدر طاقته ونفوذه وأمواله وأيديولوجيته أن يقصيه أو يصفيه لأتفه الأسباب، المشهد مليء بالصخب والعنف، وتغيب عنه إمكانية التسامح أو القدرة على التحاور، ولم تعد هناك مساحة لقيم أو أخلاق أو رمز، الكل يهتك فى الكل.

ولفترة ليست بعيدة كنت أظن أن ثقافة الفقر هى التى دفعتنا لهذا المنحدر، أو أننا انجرفنا بسبب الزحام والتزاحم، أو استدرجنا من قبل نخبة أغلبيتها تتلون حسب المصلحة، لكن المؤكد أن أخلاقياتنا بعد ثورة يناير ليست التى كنا عليها قبل الثورة.

عندما نجلس فى المساء نشاهد برامج التوك شو، نشعر اننا نتجه إلى منحدر أخلاقى فى غاية الخطورة، الكاميرات والتليفونات تدخل البيوت تهتك ستر وعرض الأسر، وفى الصباح تفعل الصحف نفس الشىء، الجميع يتسابق فى تشويه الصورة، ورسم صورة أخرى مقززة ومنفرة لهذا الوطن ولهذا الشعب الكادح، بعض هذه البرامج أصبحت معظم مادتها تعتمد على النميمة والفضائح، أغلبها يتحول إلى صفحة حوادث فى جريدة صفراء.

منذ فترة ونحن نشاهد سخافات وسماجة وغباوة وقذارة ليس لها حد، يقف المراسل أو المراسلة بكل سماجة يسأل أفراد أسرة أحد المتهمين: «شفتى أخوك السفاح، عرفتى أنه كان بيغتصب البنات؟، أو: إيه رأيك فى أمك اللى مسكوها فى بيت دعارة؟، أو: يا حاجة هل كنت تعرفين أن ابنك يمارس العادة السرية فى الشارع؟، أو: ماذا فعلت عندما عرفت أن بنتك وعشيقها قتلا جارتهما المسنة الكسيحة علشان يسرقاها؟، أو: وأنت شاب كده وفى الجامعة: إيه رأيك فى أبوك اللى طلق أمك؟».

هذه السخافات يجب أن تقف عند حدها بالقانون، أن يتم تشريع قانون يجرم إقحام الأسر، قانون يحافظ على كرامة وكبرياء وأسرار الناس ويحميها من السماجة والسخافة وقلة الذوق، البيوت لها حرمتها، ويجب أن تبتعد الصحافة والفضائيات عن بيوتنا وعن أولادنا واخوتنا وزوجتنا، ما هو للعمل العام يتناوله الإعلام، وما هو داخل بيوتنا يظل كما هو فى بيوتنا.

[email protected]